23 ديسمبر، 2024 6:05 م

زلة لسان ….يامشعان…!

زلة لسان ….يامشعان…!

قال رسول الله(ص) من كان يؤمن بالله وباليوم الآخرفليقل خيرا أو ليصمت,كذلك المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده,واللسان حصان ان صنته صان,وان هنته هان, ومن اعظم نعم الله على عباده نعمة اللسان, التي بها يبين الانسان ما يحب وما يكره وبه يعبر عن مشاعره واحاسيسه,ويبث همومه ويشكو غمومه, وبه يتصل بالآخرين, فاللسان اعظم وسائل الاتصال بالآخرين,فاللسان سلاح ذو حدين, من احسن استخدامه واستغله في مرضاة الله ورضاء السامعين,كان نجاة له في الدنيا والآخرة كالعلماء وطلبة العلم, والخطباء والقراء والمحاضرين والمعلمين فاولائك كان سعيهم مشكورا ومن كان غير ذلك فاستغل لسانه في غضب اهله ومحبيه كمن يغتال الناس ويسبهم ويلعنهم ويعتدي عليهم بقوله ويهمز ويلمز ويستهزيء,فاولائك كان عملهم مثبورا والعياذ بالله.
فقد قال سيد البلغاء وامير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) في نهج البلاغة: تمنيت لو كانت لي رقبة بعير, وهو البليغ الصادق الورع الزاهد..مما لا شك فيه ان يعطينا درسا كي نمسك السنتنا ونعرف انها سبب هلاكنا وهلاك الناس.
لكل شيء آفة…واللسان آفات كثيرة ونحن أين من ذلك, وجاء في تصريح السيد الجبوري على قناة العربية وهي احدى قنوات الفتنة مع ربيبتها الجزيرة,اللتان تطبلان وتزمران وتصبان الزيت على النار في اغلب البرامج ,وعلى السيد الجبوري الاعتذار للاخوة الكرد والعرب واعتبار ذلك (زلة لسان ) وكلنا خطائون وخير الخطائين التوابون..والاعتراف بالخطأ فضيلة وشجاعة ومكرمة وورع…وقد صحح السيد مشعان تصريحاته على حسب قوله (ان دعوتي لتحرير العراق من الاكراد اقصد منها التحرر من هيمنتهم عبر اقامة الاقليم العربي الموازي لاقليم كردستان وليس المواجهة معهم والتحريض عليهم).
ويذكر ان مفوضية الانتخابات المستقلة قد اصدرت قرارا يمنع السيد مشعان الجبوري من الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة على اثر تصريحاته الاخيرة بتحرير العراق من الكورد.
 ان نظرية الدويلات والاقاليم هو مشروع (بايدن المشؤوم) واستراتيجية اسرائيل في بداية الثمانينات لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات- سنية – شيعية – كردية – وذلك لاضعافه وجعله ضيعة هشة لا تقوى على النهوض والتقدم, ان الوقت الحالي لايسمح بهكذا تصريحات وذلك للوضع الامني الهش وتزايد وتيرة السيارات المفخخة والنعرات الطائفية والمجاميع المسلحة التكفيرية الظلامية وقرب موعد الانتخابات البرلمانية وان الوضع على كف عفريت لا يتحمل الشحن والتصريحات غير الممنهجة….حيث ان العلاقة بين العرب والكورد تحتل مكانة راسخة تتجسد في الشعارات الوطنية والتي سميت(الأخوة العربية الكردية ) التي اكتسبت طابعا جماهيريا مقدسا في حالات الزواج والالفة والسفر والسياحة والضيافة المشتركة والاستثمار لكلا الطرفين ولا سيما ان الدستور العراقي اكد ان العرب والاكراد شركاء في هذا الوطن وقد اعترف الدستور العراقي بعد 2003 باقليم كردستان.
احفظ لسانك ايها الانسان…لا يلدغنك…انه ثعبان, وكم في المقابر من قتيل لسانه..كانت تهاب لقاءه الاقران,والقلوب كالقدور تغلي بما فيها,والسنتها مغارف وان قلب الانسان في فمه, وفم الحكيم في قلبه…وانها (زلة لسان..يامشعان…..!)