لعل من اهم مميزات دين الإسلام الذي جاء به فخر الكائنات النبي محمد (ص) انه دين علمي يتعامل مع الأمور بمسبباتها الطبيعية التي لا تبتعد عن العقل والمنطق وهذا واضح في الاحكام الشرعية التي بني عليها الإسلام والامثلة اكثر مما تحصى وبذلك ينقل عن شهيدنا العظيم محمد الصدر (رض) قوله عندما سئل عن أسباب فتحه لجامعة الصدر الدينية وادخاله لمواد الفيزياء والرياضيات في منهجها انه قال ” تريدون ان اواجه الثقافات الغربية بأحكام الحيض والنفاس ” ولذلك فنحنملزمين بأن نتعامل مع الأمور بالأدلة العلمية كلما تقدم بنا الزمن ولا يمكن الاعتماد على السبب الماورائي او ايكال ذلك الى القضاء والقدر والعقوبات السماوية مع تسليمنا بصحة ذلك ولكننا نعيش في عالم يعتمد اعتماد كلي على العلم والنظريات العلمية ولذلك يقال ان اسرع الشعوب دخولا في ولاية الامام المهدي (ع) هي الشعوب المتطورة كالصين وغيرها لأنها ترى ان هذا الرجل يقدم الأدلة العلمية على كل ما يقوم به ومحل الشاهد هنا هو ما حصل من وقوع زلزال بقوة عالية جدا في تركيا وسوريا مخلفا خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا هو خصوصية هذه المنطقة من التركيبة الجغرافية ووقوعها على ما يسمى بخط الزلازل حيث تعد الزلازل من الظواهر الطبيعية التي تحدث هزة للأرض نتيجة تحرك الصفائح الصخرية، مما يؤدي إلى تكسير الصخور الداخلية ومن ثم تحرك الصخور التي تؤدي بدورها إلى حدوث التشققات في الأرض وقد تحدث الزلازل لأسباب غير طبيعية نتيجة الأنشطة البشرية، مثل بناء الأنفاق، وملء الخزانات والسدود بكمية كبيرة من المياه، وتنفيذ مشاريع التكسير، ومشاريع الطاقة الحرارية الأرضية، والمتوقع ان تكون هناك زيادة في هكذا احداث خصوصا ما يحصل من الاحتباس الحراري وتغيير في بنية الأرض كخزن الماء الزائد عن الطبيعي في سدود معينة وكما يحصل في تركيا والمتوقع ان تتوسع رقعة الزلازل والبراكين لتشمل مناطق لم يتوقع ان تحصل فيها هكذا الأمور ونحن كمسلمين لا نملك الا الدعاء والتضرع الى الله وسبحانه وتعالى بأن يدفع عن عباده الشرور انه على كل شيء قدير .