مرت علينا هذه الايام, ذكرى وفاة السيد محسن الحكيم,” قُدِّسَ سره الشريف, الذي كان زعيماً للشيعة في العالم, ولد عام 1889م, والمتوفي بتأريخ 1970م.
كان السيد محسن الحكيم منذ شبابة, رافضاً للظُلم الاستبداد, ومن المشاركين بنفسه, ضد الاحتلال البريطاني, فقد كان قائداً لمجموعة جهادية بمنطقة الشعيبة, وكان يعلم بنوايا المستعمر الخبيثة, بسياسة “فَرِق تَسُد”, لذلك سَعى سَعياً حثيثا, وبذل كل ما في وسعِه, لأجل جمع كلمة المسلمين باختلاف مذاهبهم, وشارك المذاهب السُنية, فعالياتهم التي يمارسونها, مشجعاً لهم الحضور, بما يقوم به الشيعة من مناسبات.
قاوم السيد الحكيم, الفكر القومي, الذي روج الاستعمار, لخلق فتنة طائفية, تؤدي الى التعصب والتمايز الطائفي, وكمثال لذلك فقد أفتى, بحرمة القتال ضد الأكراد, في شمال العراق, إبان الحكم القاسمي, كونهم مسلمون أولاً, وتجمعهم مع العرب, رابطة الأخوة والمواطنة, كما دعم قدس سره, حركات التحرر كمنظمة التحرير الفلسطينية, وأصدر بيانات عدة, شجب فيها العدوان الصهيوني, مؤكدا على الوحدة الإسلامية.
إبان تسنمهِ زعامة الحوزة في النجف الأشرف؛ تغلغل الفكر الشيوعي في أوساط الشباب, فتصدى سماحته لتلك الأفكار, التي تعتبر إلحادية, تؤدي الى تفكك المنظومة الأخلاقية, فاجبر الزعيم عبد الكريم قاسم, على عزل أفراد الحزب الشيوعي, عن الساحة السياسية, بعد مجزرة كركوك, من قبل الحزب الشيوعي, ومتعاونين من الحزب الديموقراطي الكردستاني.
كما كان قُدس سره الشريف, قد أدخلَ دروساً للحوزة, في الاقتصاد والتفسير والعقائد والفلسفة, لتوسعة آفاق الطلبة, في العلوم المتعددة, ليكون اولئك الطلبة, من المتصدين للأفكار الطارئة والدخيلة, على مجتمعنا الاسلامي.
ليس غريباً أن نرى السيد عمار الحكيم, زعيم التحالف الوطني, يجد الخطى لتوحيد الصف الوطني, والوقوف ضد الهجمات الفكرية البربرية, والهجمات الارهابية وقوى الفساد, فهو حفيد ذلك العالِمُ العَلم خالد الذكر.