23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

زعماء المسلمين وقادتهم ..كاتبوا الغزاة وباعوا الأوطان!!

زعماء المسلمين وقادتهم ..كاتبوا الغزاة وباعوا الأوطان!!

الخيانة عَكس الأمانة، وهي نقصان في الوَفاء، وتفريط الإنسان في حقوق الغير التي تحت يديه؛ ماديَّة كانت أو معنوية، أو تبديدها، أو إفشاؤها وإذاعتها، وفي العصر الحديث يتم إطلاق مُصطلح (الطابور الخامس)، أو (الخيانة العظمى) على الخائن وأعوانه حينما يقوم شخص بخدمة دولة أجنبيَّة، وتعهُّد مصالحها على حساب مَصلحة دولته التي يَنتمي إليها أو يتحكم فيها،
وهي صفة الوضيع ومن لا مروءة له ومن علامات المنافق: وإذا اؤتمِن خان،يقول الإمام علي: “مَن ضيَّع الأمانة ورضي بالخيانة، فقد تبرَّأ من الديانة”، وأعظم وأبشع وأخس أنواع الخيانة هي خيانة الوطن بموالاة أعدائه وغُزاته ومداهنتهم،وتمكينهم من إحتلاله وقتل أبنائه وسلب خيراته وثرواته، والخيانة موجودة في كلِّ الأمم في وقت السلم، وتشتدُّ في الحرب،وإنَّ التاريخ حافل بنماذج الخيانة والخائنين على مرِّ العصور، وجسَد الأمَّة العربية والإسلاميَّة بصِفة خاصَّة لم يخلُ من الخيانة العظمى والشواهد كثيرة،
ومنها مُكاتبة علماء وقادة تفليس الْكُرْجَ الكفار يستدعوهم فيها لِيُمَلِّكُوهُمُ مَدِينَةَ تِفْلِيسَ المسلمة، وفقا لما ينقله ابن الأثير في كتابه الكامل تحت عنوان “ذِكْرُ دُخُولِ الْكُرْجِ مَدِينَةَ تِفْلِيسَ وَإِحْرَاقِهَا”،
وقد علق المحقق الصرخي على هذا الحدث بالقول: ((مسلمون بعلمائهم ورموزهم وقادتهم قد كاتبوا الكُرج الكفّار واستدعوهم لغزو بلادهم، بل سلّموها لهم وملّكوها لهم!!! وحسب مقاييس المدلِّسة ومنهج ابن تيمية، لا يُعتَبر ذلك الفعل خيانة وعمالة وعلقميّة، بل هو عمل مُبَرَّر لأنّ عسكر جلال الدين قد أساؤوا لأهل مدينة تِفليس!!! سبحان الله هل تقارن إساءة هؤلاء لتفليس بما فعله الدويدار والشرابي وابن الخليفة وعساكرهم مِن منكرات وقبائح وإجرام وانتهاك الأعراض والمحرَّمات والمجازر والإبادات في الشيعة في كرخ بغداد؟!!)) فكيف تبرِّرون لأهل تفليس استعانتهم بالكفّار، بينما تستنكرون ذلك على ابن العلقمي؟!! هذا على فرض صحّة أكذوبة ابن تيمية وافترائه على ابن العلقمي!!!
وتستمر الخيانة العظمى بأبشع صورها وخصوصاً تلك التي تتلبس بلباس الدين وتُزوق وتُعد منقبة وتحت عناوين برّاقة وتمرّر لتُباع من خلالها الأوطان وتُحتل وتُقتل شعوبها وتُذل وتُنهب خيراتها وتُسلب ثرواتها وتُنتهك مقدساتها وتُطمس حضارتها بعد أن أُرسلت المكاتبات وعُقدت الصفقات وتمت المبايعات وقُسِّمَت الكعكعات بين الخائنين والمحتلين…