23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

زعامة لا تليق بالحكيم!

زعامة لا تليق بالحكيم!

قال حكيم ذات مرة: لولا البلاء لكان يوسف مدللاً في حضن أبيه، ولكنه مع البلاء صار عزيز مصر! الأكيد أن زعامة التحالف الوطني لا تليق بالحكيم، هذا بنظر بعض إخوته في الوطن والعقيدة، ولم تأتِ من فراغ، بل إنه كيد يُضمَر لإنسان ناجح، فكيف إن كان هذا الإنسان هو الشاب عمار! ومن سلالة الإمام محسن الحكيم، زعيم الطائفة الشيعية الأعلى في العراق، وتربى بكنفه وبين جدران مدرسته، فأينعت سنواته المعطاء، سنابل حكمة، وقيادة، وتعقل، من جده وأعمامه وأبيه (رضوانه تعالى عليهم)، حيث الإعتدال منهجهم، والوحدة هدفهم، وبالتالي فلا يحتاج المؤكد الى تأكيد، أنه سيكون عزيزاً على نفوس محبيه، وسيكيدون له إخوته من بقية الكتل المكائد والعراقيل.
مؤسسة بحجم التحالف الوطني، ذاقت طعم الموت و التشظي، خلال فترة السبات القسري المفروض عليها، من قبل زعماء كانوا يتصدرون المشهد السياسي في العراق، بسبب المهاترات والمناكفات الحزبية، والحسابات الضيقة غير المجدية، حين أضعفته وجعلته لا يقوى على الكلام، وإستيعاب المصائب التي حصلت في البلد، وفرض هيبته على شريك الوطن، ولكن الخطوة الأخيرة، ربما هي محاولة لإعادة الروح لهذا العملاق العليل.
 المتابعون والقريبون من الإحداث السياسية، إنتبهوا ونبهوا بأن الزعامة لا تليق بالحكيم، لأنه ليس بطالب للمناصب، وهذا لا يختلف عليه إثنان، إلا أن صفاته الحسنة ومقبوليته الوطنية، بين زعماء الأحزاب السنية، والكردية، والشيعية، وباقي المكونات هي من جعلت البوصلة تتجه إليه، ليتحمل تركة لم يتمكن الساسة الإخوة في التحالف الوطني، تحملها سابقاً فكانت بلاء لابد منه.إن الزعامة هي من ذهبت بإتجاه الحكيم الشاب، حيث التفكير بالمستقبل الواعد، وبناء الحاضر المشرق، من خلال شعب فتي وجيل متفاعل، وإعادة لبناء الدولة وخدمة المواطن، وكل هذا يتحقق حينما لا يستطيع أحد إلغاء الشريك في الوطن، والتدافع صوب المصالح والتنابز، الذي لا يصب في مصلحة العراق والعراقيين، فالمرحلة القادمة ستكون خطيرة، والتحديات أخطر إذا استمر كيد الإخوة، الذين لا يريدون الشفاء للتحالف وعلى يد الحكيم.
عناوين التجديد والتغيير، وإعادة هيكلة المنظومة الحكومي، تعد من أولويات التحالف الوطني، لأن المراحل السابقة شهدت إنتكاسات كبيرة، راح ضحيتها الأرض والعرض في ثلث عراقنا، لكن التحدي الذي يواجهه الزعيم عمار الحكيم، هو في جمع القوى السياسية للحوار، على طاولة واحدة، وتحت خيمة متماسكة، وتشكيل كتلة وطنية موحدة، قوية قادرة على جمع العراقيين، عابرة للطائفية والمحاصصة، في ظل رؤية واقعية ومشروع عادل.
ختاماً:  قد تتعرض مبادرات ومعالجات الزعيم الجديد، الى التسويف والمماطلة وعدم التوافق، فهذه المرحلة تحتاج ليد ضاربة من حديد، فالوحدة لا تأتي من المزايدات، والتوافقات المحاصصاتية، بل أن مسألة الإنتصار العسكري والفكري على داعش، سيكون وطنياً بإمتياز، في حال وقوف جميع الأطراف، بجبهة واحدة ضد الإرهاب والفساد، عندها سيكون النصر سياسياً، وأمنياً، وعسكرياً، ليعدُّ التحالف الوطني بزعامته الجديدة، أنموذجاً للوحدة الوطنية، وهذا ما نتمناه.