المسافة بين الواجب والانجاز لاتقاس ،الأول عمل وظيفي تمليه عليك طبيعة عملك ، والثاني ابتكار تمليه عليك ملكة الإبداع والتطوير واشتغال العقل خارج الصندوق الوظيفي .
مرّ عام على حكومة السيد السوداني وانتظرنا لائحة الإنجاز ات التي وعد بها ، فتوالت علينا انفوغرافات الوزرات لتبشرنا بـ ” انجازات ” نكتشف فيها ،على حين غفلة، الخلط والالتباس لدى هذه الوزارات بوزرائها، بين ما هو واجب عليها وما هو انجاز قامت به !
ووصلت ، للأسف ، حدود الإلتباسات الى اعتبار ” فتح عطاء ” انجاز لايشق له غبار ويستوجب التصفيق له وانشاد قصائد المديح فيه ، فيما تعبّر وزارة أخرى ان تزويد “كم” مدرسة بالسبورات من انجازات التطور الهائل في العملية التعليمية في البلاد، إما الموافقة ، مجرد الموافقة ، على فتح جامعة اجنبية في البلاد فهي من مبتكرات العقل العراقي المتجدد !
في مكافحة الفساد والمفسدين يكفي القول ان نور زهير وهيثم الجبوري ما زالا طليقين وما وعد به السوداني من إعادة الأموال المنهوبة خلال إسبوعين قد طواه النسيان بعد مرور 49 إسبوعاً !!
وإقتصادياً طفر الحبيب الدولار من 140 الى 160 الفاً ومازال البنك المركزي يبيع يوميا 200 مليون دولار وليس 30 مليون التي قال السوداني إنها كافية لسد إحتياجات العراق من البضائع ، لينتهي الفائض الى جيوب الفاسدين.. در !!
كان المفترض أن يفتح دفتر الحساب والكتاب للحكومة بعد مائة يوم ، لكنّ احداً لم يجرؤ على الالتزام بالتوقيت تحت حجة ان التغيير الوزاري قادم باستجوابات تحت قبة البرلمان ولم يحصل ذلك لاسباب ” ستراتيجية ” واعطيت الحكومة وقتا اضافياً إمتد الى 365 يوماً ، أي مابعد الكبيسة ، فكان وعد الواعدين بانفوغرافات تتحدث عن تأمين رحلات مدرسية وفتح عطاءات وتأملات رومانسية باستقرار الدولار وتحوله من مواز الى رسمي !!
هذا حصاد السنة وما تبقى هو حصاد الواجبات الملزمة التنفيذ على أي وزير ووكيل ومدير عام وحتى عمّال الخدمة ، فرئيس الجمهورية خادم ورئيس الوزراء خادم وأي موظف في الدولة هو خادم للمواطن ولا يحق له ان يعيّره إن انجز له معاملة رسمية بكرامة وسرعة وجودة أيضاً ..
القضايا الكبرى في البلاد مازالت تحت خط الصفر ، في الواجب والإنجاز، ومن بينها هيبة الدولة على سبيل المثال وهو الملف الذي يضع تحت جناحيه كل اخفاقات الملفات الاخرى ..!