19 ديسمبر، 2024 3:18 ص

رُقيّة في شارع المُتنبي

رُقيّة في شارع المُتنبي

قرأتُ ما جاء في موقع كتابات عنك ِ، ذهب بي الخيالُ الى ذلك الشارع الذي غشيه الروّادُ ، تخيّلتَ الدكتور علي جواد الطاهر وهو يتطلّعُ بشغف الى ما يُعرض أمامه من كتب. والى محمد خضير وسعدي يوسف وهما يعودان منه وقد تأبّط كلٌّ منهما ما اختاراه. والبريكان أراه وهو يخشى أن يلمس غلاف كتاب شدّه اليه خشية أن يؤلمه.
رقيّة ُ، كنتُ أودُّ لو كنتُ اليوم بعمرك لاشاركك ِ المتعة في بيع الكتب. ومَنْ ساعدك ِواعجبَ بما قمت ِ به له نرفعُ أيدينا بالتحايا. وذاك الذي ينظرك شزراً ويعيبُ عليك تواجدك في هذا الشارع المُقدّس، تُقدّمين الثقافة الى أبناء وطنك هو كائنٌ يعيش خارج الزمن. فبيتُه لا يضمُّ سوى الأرائك والسجّاد والأحذية. وحين جاء الى هذا الشارع لا ليشتري كتاباً، بل ليُمضي وقتاً أحسّ بثقله عليه. فلا عمل يُتقنه ولا ابداع يعرفه… ما تقومين به هو عيبٌ في عُرفه، فيما السرقةُ والنفاقُ والفسادُ هو البطولة والرجولة. فبناءُ الانسان أولاً، وذا لا يفهمه المنتفعون من الحياة المُعطّلة.
وإذ أنا انظرُ من خلال نافذتي أرى سيدة شابة تجلسُ على مصطبة ترفعُ رضيعها من عربته لتضعه في حضنها وتُخرجُ ثديها له حتي ارتوى . ثمّ أعادته الى عربته، بعدئذ ٍولجت ِالسوق لتتبضع. لم يحفل بها احدٌ، ولم تستفزّه بما فعلت، كلهم ينظرون الى الإعلان الذي رفعته احدى المكتبات عن تخفيض /10020/  100
 أتساءلُ: لو أنّ الآخر الذي أعاب على رقيّة تواجدها هناك قد شاهد ذي السيدة وهي تُرضعُ طفلها ماذا سيقول، أو رأى صفوف التلاميذ الصغار: أعدادٌ يغشون بوّابة السينما ليُشاهدوا فيلماً تربويّاً ، وغيرهم يلجون المكتبة العامة ، وبرفقتهم معلماتهم يدلّونهم على كتب الأطفال ومشاهدة اللوحات الفنيّة في صالة الفن رقيّة هي النموذج المثالي للمرأة التي ينبغي أن تقتدي بها العراقيات في مبتدأ القرن الجديد

أحدث المقالات

أحدث المقالات