لديكَ شعورٌ أنَّ عشقَكَ قاتلُ
لديَّ أنا أيضاً شعورٌ مماثلُ
ولكن تشاءُ الصمتَ عندَ لقائِنا
كأنَّكَ بالصمتِ الرهيبِ تغازلُ
تعانقَ قلبانا قبيلَ وجودِنا
فهل أنتَ عن تلكَ الحقيقةِ غافلُ؟
رأيتُكَ في الذرِّ القديمِ ولم تكن
سماءٌ وأرضٌ، أدهشتني المخايلُ
فقد كنتَ فوقَ الوصفِ أجملَ كائنٍ
وإنكَ حتى أكملِ الوصفِ كاملُ
لدى الحورِ في عدنٍ جمالٌ موزَّعٌ
جمالُكَ للكلِّ الموزَّعِ شاملُ
جمالُكَ حقاً للبريةِ ظالمٌ
فتباً لمن قالوا جمالُكَ عادلُ
جمالٌ وحيدٌ للبريةِ كلِّها
ومن ألفِ جزءٍ من جمالِكَ عاطلُ
لذلكَ ظنوهُ جنوناً وإنَّما
جنونُكَ لولا دهشةُ الناسِ عاقلُ
فلستَ بعاديِّ الجمالِ كيوسفٍ
رأتهُ زليخا وهوَ عفٌّ يماطلُ
فقالت عليهِ السجنُ وهو مبرَّأٌ
من التهمةِ العظمى وكانت تحاولُ
***
أحبُّكَ حتى لو غدوتَ منيَّتي
فإنَّكَ كلُّ البحرِ والقلبُ ساحلُ
وأقسمُ باللهِ المهيمنِ إنني
أمامَكَ مصعوقاً مجيبٌ وسائلُ
جوابي سؤالٌ أو سؤالي إجابةٌ
كذلكَ لي شأنٌ مقيمٌ وراحلُ
رحيلي إلى أقصاكَ مثل إقامتي
وكلُّ إقاماتي رحيلٌ مخاتِلُ
سواكَ نعيمُ اللهِ فتنةُ أهلِهِ
زماناً ويمضي بعدَهُ فهوَ زائلُ
وأنتَ الذي يبقى نعيمُكَ دائماً
لأنَّكَ في قلبِ السماواتِ ماثلُ