قرأت قبل فترة مقالا لأحد الكتاب يقترح فيه ان يكون رئيس الوزراء العراقي من ديانة اخرى غير الأسلام ، وللصراحة اقول ان الفكرة صدمتني , فكيف نقبل ان يحكمنا شخص غير مسلم ، ونحن ننادي باقامة دولة الخلافة ودولة الفقيه ، ثم أليست هذه هي لعبة الديمقراطية , ان تحكم الأكثرية , لكنه يقترح هذا الحل لمشاكل كثيرة , اولها التناحر الاسلامي الطائفي الذي اوجده المحتل , و الذي يصل حدد الأقتتال , وثانيها الفساد المالي والاداري والاخلاقي ، وثالثها ورابعها ….
والحقيقة اقتنعت بجدوى الفكرة , طالما انها تحل كل هذه المشاكل العويصة , وبدأت اتقبل مناقشتها ، فسرحت بفكري بعيدا , تصورت رئيسنا مسيحيا ، والمسلمين كلهم , بجميع طوائفهم ، يدخلون الانتخابات بقائمة واحدة , ثم يكونون معارضة قوية وفاعلة في مجلس النواب , ثم تصورت رئيسنا ايزيديا وصابئيا , كانت الصورة بمبي , اخذتني الوان الصورة بعيدا ناسيا خالتي ( جمالة ) التي جاءتني راجية ان اكلم ابنها الكبير ( احميد ) ليسامح شقيقه الاصغر ( عويد ) ويعيده الى البيت بعد ان طرده منه بسبب علاقاته مع ابناء الحي , قلت لها :
– خالة شنو رايج يكون رئيس حكومتنا مسيحي …لو يزيدي لوصُبي .
فكرت شوية , وكرعت باقي الشاي , ثم ردت بمنطق المحلل الاستراتيجي :
– لا خالة لا …شلون يصير
– زين ليش ميصير ….يعني هسه لو ريسنه مسيحي لو ايزيدي لو صبي ما جان هسه خلصانين من هاي الطائفية …جان خلصنه من اللي يفتنون بيناتنه …وكَال السني وسوه الشيعي .
– ما يصير خالة …انت مو تفتهم .
– ميخالف …ليش ميصير.
– افترض صار واحد من اللي تكَول عليهم … مو ماراح يبقى معنى لهوستنه اللي ما فاركَت لسنتنه طول هالوكت الراح …على شنو راح نصيح بعد ( اخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعه )..
أخذت تساؤل خالتي وعدت لسرحاني , لنفترض ان الرئيس صار مسيحيا او ايزيديا او صبيا ،عندها يجب اختراع شعار جديد يتلائم مع هذا التغيير كأن يكون : ( اخوان مسيح و اسلام وايران تربي حمام ) او (اخوان مسيح و اسلام ونتابع احلى الافلام ) ، اما ان كان هذا الرئيس ايزيدي حينها يكون الشعار : ( اخوان اسلام وايزيدية و ريسنا يصرف عيدية ) ، اما شعارنا ورئيسنا من اخوتنا الصابئة فسيكون : ( اخوان اسلام وصبه وامريكا ضربتنه دبه ) .