23 ديسمبر، 2024 12:56 ص

غدا ستضيق الشوارع بالمتظاهرين الذين ضاقت صدورهم بفساد الفاسدين
فكم هو جميل ان نسعى لتحقيق أهدافنا بعيدا عن العنف ودون حرق أو نهب
وكم هو جميل ان نكون كبارا في هتافاتنا وان تختزل حناجرنا آلام الوطن كله وآهاته وأحزانه, وأي ألم أشد من انعدام العدالة بكل انواعها وأي آهة اكبر من حرمان الناس من كرامتهم , واي حزن وقهر أكثر ايلاما من ان ترى السارقين الذين سرقوا فرحة المظلومين بسقوط صنم الطاغية يتبادلون الادوار في سرقة أموال الناس والعبث باحلامهم دون حسيب أو رقيب.
ليكن هدفنا بعيدا عن كل ترقيع حلا جذريا يفرض العدالة والمساواة في البلد وهذا لايتم الابتعديل الدستور مرورا بقانون الانتخابات وانتهاء بوضع مقصلة قانونية تقطع يد كل سارق دون استثناء.
غدا ستخرج امواج الباحثين عن العدالة لانفسهم ولابناء شعبهم
وغدا سيخرج العاطلون عن العمل والمنسيون الذين لم يجدوا من يلتفت اليهم أو يحاول ان يسمع صوتهم.
انهم يراهنون على بؤسنا الذي حفروه لنا بايديهم ونراهن على خزيهم وجبنهم وضعف كيدهم.
غدا سينكفىء الفاسدون الى جحورهم يراقبون بعيون زائغة ويصغون بآذان لاتفقه ماتسمع لان آفة الفساد أتلفت عقولهم وحواسهم.
وغدا سنجد بعض هذه الجحور قد خلت من أصحابها لانهم آثروا الاندساس في صفوف المتظاهرين وركوب موجتهم ليتظاهروا بحمل آلامهم وهم شركاء في صنعها, ويهتفوا بتحقيق مطالبهم وهم بعض من سحق هذه المطالب.
هؤلاء خانتهم الشجاعة مرتين : مرة حين عجزوا عن مقاومة مغريات السلطة (فاشجع الناس من قاوم هوى نفسه وحبسها عن الدنيا), وأخرى حين عجزوا عن الاعتراف بدورهم بالفساد فتنصلوا عنه وألقوه على غيرهم. وهؤلاء ارتكبوا بدل الجريمة اثنتين: الاولى سرقتهم لاموال الناس وهم في سدة الحكم والثانية سرقتهم لمطالب الناس حين اندسوا بينهم وشوهوا صورتهم واهدروا صوتهم ومن حقهم على شعبهم ان يؤتيهم على جبنهم وجرائمهم كفلين من العقاب.