18 ديسمبر، 2024 11:17 م

رياح وعواصف …وحياد

رياح وعواصف …وحياد

قول الشاعر المتنبي :{ما كل يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن}ليس باستطاعة الربان القدرة على قيادة السفينة وهنالك رياحٌ عاتية قوية وأمواج متلاطمة فسابقاً لم يكن لديه أجهزة حديثة يتعرف من خلالها على حركة الرياح وتقلبات الجو والعواصف والأمطار,بعد التطور أصبح لدينا علمٌ يذلل العديد من الصعاب قبل الخوض في مشاكل الإبحار ليجنبنا كارثة قد تحصل لا سامح الله ..على المرء أن يدرس أي موضوع يقدم عليه دراسة معمقة ومن كافة الجوانب قبل الموافقة ,فمن غير الممكن وضع حركة السفينة شماعة تعلق عليها الأخطاء دون الاعتراف بالخطأ ،دعونا نبتعد عن فك الأسد المرعب لنتجنب ما قد يحل بنا .
أن الدنيا ومفاتنها يعطيها الله لمن يحبه ولمن لا يحبه ،فقد أعطاها لفرعون وأعطاها لسليمان ولقارون ،لكن العبرة ليست بالعطاء وإنما بما يقدمه الإنسان خلال مسيرة حياته من مساعدة الناس وقضاء حوائجهم والتخفيف عن آلامهم والمشاركة مع همومهم ومعاناتهم ،فلا القبيح ولا الجميل والسيئ ولا المحسن والطاغي ولا المصلح باقي الجميع سيرحلون ،فالدنيا دار فانية وزائلة ،من له القدرة في أن يقف بين يدي الله وهو ظالم للعباد أو مغتصب لشيء من حطامها ،أو مشترك بتقديم العون لمستبد ظنا منه أنه سيغدق عليه بكرمه وماذا بعد ؟فكرم الله أبقى وأحسن وهو ذخيرة المرء وزاده بعد الرحيل ،فما يتركه المرء من محاسن الخير هي من تبقيه وتطيل في ذكره بين أوساط الناس ..وخير الناس من نفع الناس .
كل ما يمكنني فعله هو التحلي بالصبر والحكمة عندما تكون الرياح عاتية وقوية وموج البحر يتلاطم مع أمواج تصل ارتفاعها لمتر ونصف ،هل تخيلت أن تهت في صحراء قاحلة ليس فيها ماء يروي ظمأ العطشان ورمال تغوص فيها القدم ؟كل ذلك عليك خوضه وحدك وتحمل المشاق والمتاعب ﻷجل الوصول للحقيقة التي بحثت عنها بعد أن تركت حياة العزلة …عزلة الذات والفكر .والروح .والمشاعر ,ورجعت لحياتي بعد أن التقيت عمن كنت ابحث عنه ،وسط زحام المحن والجراحات التي غاصت معي وتربت لتصبح رفيقتي ثم صارت نديما لي في حلي وترحالي لا تريد المغادرة بالرغم أنني طلقتها بغير رجعة لكنها عاودت وبدون حرجٍ وخوف وفرضت نفسها كجزء مهم علي وطالبتني بأن لا اكرر رفضها وألا ألحقت بي الوقيعة .