لاتقلقوا أيها السادة مادام مصيرنا تتحكم به أياد صُبغت بلون الدم ، فالدم لم يعد حراما منذ أن إرتمينا بحضن الناعسات من ذوات الدم البارد والساخن ؛ ومنذ أن أُضيفت الإشكاليات بدعوى التنزيل الإلهي الذي ينص على الخرافات والبدع ، هكذا يراها القائمون بأمر الإمام المختفي ويراها الممثلون خلف الكواليس ، المهم في الأمر إسرق ثم إسرق ثم إستغفر الله فهو غفور رحيم ، ومن كان على غير ملة الإسلام ماعليه سوى الذهاب الى الكاهن ليعترف لنيافته عن كل مافعله ثم يردف ذلك الإعتراف بحفنة من الوريقات فينتهي الأمر بسلام .
من قال لكم إننا قلقون ؟ هل تظنونا من اصحاب القلق دوما { بان كي مون } ؟! . لا أيها الأخوة لسنا قلقين البتة لأننا صائرون الى زوال ، والدليل هو : إن كل من عليها فان ! إلا احزابنا فهم مستثنون بـ إلا ! لذلك لاخوف عليهم ولا هم يحزنون .. فلو حزن من في الأرض جميعا فأولئك غير مشمولين بمظاهر الحزن العميق إذ لا ولد لديهم ( يستشهد ) في الجبهات ولا تلد باستثناء { أولاد الخايبة } لكنهم من الإمتيازات لمحرومون . هيا قم بالإنخراط في ذلك التجمع المبارك واستند على عمامة مائلة الى جهة اليمين لتكن من أصحاب اليمين ثم تختّم بخواتم بذات اليمين وذات الشمال ، فهي سمة لايعرفها سوى الراسخون بالعلم والعمل من أمثال { سيدنا } همام الأفندي تارة والمعمم تارة أخرى ، أو من أمثال التافه جدا كريم خسروي شهبوري أو كما يطلق عليه سلفا { موفق الربيعي } .. سدد رميتك سيدنا ولا تكن من المحزونين ، فالحزن لايليق إلا بالفقراء والمعدمين ..
في تمام الساعة المقبلة سيحدث شئ ما ، من شأنه أن يغير موازين القوى في بلد يستحم بالدم والحليب ، دم اليتامى ، وحليب الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن في أشبار معلومات من أرض كانت في يوم ما تندهش لو أطلق أحدهم رصاصة من مسدس { ربع وبلي } .. أما اليوم فلا عجب لو تقاتلت عشيرة بعينها مع أخرى بأنفها من أجل الفوز بالغنيمة العشائرية ، ولم يكن لسان حالهم ( يهوس ) قائلا : لملمنا المايتلملم .. أو لأجل دجاجة أغتصبها ديك من عشيرة أخرى دون عقد مكتوب في مجلس القضاء الأعلى … لك الله ياشيخنا وأنت تبارك لشبيه العبادي ، ولك الله حين تصبح وتمسي على أعتاب التملق غير المسبوق ، نعم ! فأنا أعرفك جيدا ألست الذي بلع ( الموس ) بعد أن غمسته بالدهن الحر لتسهل عملية البلع من جديد ؟ أم تراك نسيت أنك كنت حافيا وفي قدميك آلاف الشقوق التي تنام فيها العقارب والثعابين ؟ فأن كنت ناس لتلك المآثر فلا مانع عندي من إعادة الكرّة مرتين من أجل الذكرى كونها تنفع المؤمنين .
سيحسبني كل من يقرأ كتابي هذا أنني مفتون أو مصاب بداء الفتنة البهلوية ، لا والله فما أنا سوى رجل فقد أخاه في سيناء وجبل الشيخ من أجل مصر ودمشق لكني لم أكن موفقا في توثيق الأحداث بشكل يدعو الى الفخر ، بل العكس هو الرائج في زمن يستكثر علينا فرحا من أجل ديموقراطية السافلين والهابطين من كوكب أميركا وإيران .. أرجوك ! لاتتناول إيران بسوء فهي الدولة الوحيدة التي نزل القرآن بلغتها ، على نبي فارسي بلسان أعجمي مبين .. أضف الى ذلك أن كل الأئمة ( المعصومين ) هم من ذرية كاني ومزدك ، والدليل هو عدم إكتمال ديننا مالم نقبّل أيادي الذين سبقونا بالإيمان .
طوبى لكم ياحكام اليوم ، وعفارم عليكم حين غسلتم أدمغة الجميع بالخرافات ثم تفرغتم للسلب الحلال الزلال ، سيبقى العراق فخورا بأمثالكم سيما وقد أسستم لدولة عريقة في الخرافات والزحف على البطون ، ثم التبرك بقرون الخروف المربوط قرب ضريح لم نعرف له صاحبا سوى { بلدوزر } مهجور الأركان صدئ الوسيلة معدوم الحيلة .. نعم ! أنه إيمان يخر من { جيب
الصفحة } ليكن للحائرين والسالكين بديلا عن تلاوة القرآن والتسبيح والتهليل ، هللويا هللويا يابنت الكريم .. إقتربي مني لتعرفي حجم معاناتي بسبب الريح الساكنة تحت جناحاتي ! أو في منطقة الذيل الذي لايليق إلا بك غاليتي … إنها معاناة بدأت في نيسان وستستمر حيث يشاء الله ليذيقنا من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبرلعلنا الى ربنا راجعون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .. كتب في بغداد بتاريخ جديد لاعلاقة له بأي شئ معلوم ، إنما هو هذيان قلم لايجيد سوى زخرفة القول غرورا ، أما من كان على بينة من الأمر وظل ساكتا فله البشرى . مارأيكم لو تكرموني بسكوتكم أكثر فأكثر بدلا من إطلاق اللحى وحف الشوارب بما يليق بعظمة المكان ؟ …