< كلماتٌ اعلاميةٌ بنكهةٍ حربية > .!
اوّلاً : – دونما ايَّ شكٍّ او تشكيكٍ وحتى نحوهُ او بالقربِ منهُ .! , فالعنوان اعلاه يرتدي او يلبس لباس الغرابة المغمسة بإلإبهامٍ , وتغطسُ وتطفو به معاً .! تحتَ وعلى سطحه علائم ورموز التعجّب والإستفهام , وحتى اكثر من ذلك , إنّما ولكنّما دونَ ولوجٍ الى بوابات الأحجية السخيفة , التي لا مكان لها لا في الإعراب ولا في ميادين وساحات الحرب والسياسة وتعقيداتها , وتطوراتها المستحدثة على ساقٍ وقدمٍ , وقبضاتٍ تحتضنُ الزناد بحرارةٍ متلهّفة .
ثانياً : – ما تحمله الأسطر اعلاه ليس عبثاً , ولا علاقةَ له بِ < Absurdity or Futility – العبثيّة > , فمنذُ اليوم الأول للإجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية الذي كان في 24 شباط \ فبراير- للسنةِ الماضية 2022 , فقد كانَ البيان او البلاغ الأول لوزارة الدفاع الروسية لإندفاع الجيش الروسي داخل الأراضي الأوكرانية قد جرت تسميته ” بالعملية الخاصة ” , والى غاية هذا اليوم وبعد مرور اكثر من سنة على التوغل الروسي , فإنّ وسائل الإعلام الروسية والمصادر الرسمية لا تذكر كلمة معركة او الحرب .! وتكتفي بِ ” العملية الخاصة ” .
من غير المعروف بشكلٍ دقيق ما هو او ماهيّة تجنّب موسكو بأستخدام مفردة الحرب او المعركة , ومن الصعب ربط ذلك بالقانون الدولي الذي يعتبر اي عملياتٍ عسكرية بمثابة حرب او معركة , إنّما من غير المستبعد كلياً أنّ تقديرات الكرملين الأولية كانت تحتمل انهياراً عسكرياً سريعاً للقوات الأوكرانية عند بدء الإجتياح وحين كان التحشد الروسي بأتجاه العاصمة كييف , ثمّ ما لبثت القيادة العسكرية الروسية ان سحبت قواتها من المحور المواجه للعاصمة الأوكرانية , وانتقلت الى محاورٍ اخرى , وكان ذلك بالطبع سوء تقدير من الإستخبارات العسكرية الروسية , بالإضافة الى عدم حساب لمواقف الأمريكان ودول الناتو .
بعيداً عن كلّ ذلك , وابعد منه عن الإصطلاحات اللغوية ومحاولة توظيفها او تجييرها لتوصيف وتغيير تسمية الأشتباكات المسلحة العنيفة بين الطرفين المتصارعين , وبما لم تقصده موسكو ووسائل إعلامها , كما وبغضّ النظر الآنيّ عن نسبة الخسائر البشرية وبالمعدات العسكرية , والى جانب الخسائر الأقتصادية وتدمير منشآتٍ وبنىً تحتية , فإذ نحو اكثر من 70 % من المعارك الدائرة بين الأوكران والروس تعتمد على القصف المدفعي وهجمات الطائرات المسيّرة والقصف الصاروخي المحدود وسوى ذلك قليلاً , وبأقلّ منه من التلاحم المباشر بين الجيشين المتقابلين , ومع اخذٍ بإعتبارٍ ما لدَور قوات فاغنر , وحتى بإعتباراتٍ ستراتيجيةٍ آخرى لما تقوم به اجهزة مخابرات دول الناتو مع المخابرات الأمريكية في مساعدة الأوكرانيين وكشف المواقع والتحشدات الروسية , فإنّ الطابع العام للقصف المتبادل لا تنطبق عليه مواصفات المعركة العسكرية المجرّدة والبحتة , من دون الإلتحام المباشر والمستمر بين الجيشين < والذي لو كانَ او حدث , لغيّر الكثير من مسارات المعركة > , لكنما ومع ” اللتيّا والتي ” والأبعد بُعداً من كلّ هذا , فإنّ ما يجري من مجريات عسكرية – سياسيةٍ متدرّجةٍ دونما تدرّجٍ فعلي , فهو اكثر من حرب واكثر من معركة , وتترآى بعض ملامحه وتقاسيمه وكأنها مقدمة تمهيدية لحربٍ عالميةٍ ثالثة , وبنطاقٍ جيوبوليتيكي محدودٍ الى حدٍّ ما , اذا لم تدخل الصين وكوريا الشمالية على الخط بشكلٍ مباشرٍ وحيويٍ فعّال .!