يمكن القول من وجهة النظر السياسية التحليلية الموضوعية للمشهد الميداني السوري أن روسيا تمكنت من فرض نفسها في معادلة الشرق الاوسط والعالم العربي ونجحت في درء الخطر التكفيري عن سوريا وبالتالي يمكن القول ان التحالف الرباعي الذي تمثله ايران وروسيا وحزب الله وسوريا نجح في افشال المخطط الامريكي الاسرائيلي التكفيري في تدمير سوريا والقضاء على السلطة السورية برئاسة بشار الاسد الامر الذي يؤكد فشل السيناريو المنهجي الامريكي في فرض برنامج تقسيم البلدان العربية وفق المخطط الجديد لفرض نظرية سايكس بيكو جديدة تعتمد تقسيم المقسم وتجزئة المجزء خدمة لاهداف حماية الأمن القومي الاسرائيلي ومصالح الولايات المتحدة الامريكية في خدمة اهدافها الستراتيجية في بلدان العالم العربي. ولعل احد الشواهد على هذا الامر هو ما قاله عميل مزودج سابق عمل لصالح مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي FBI، (إن روسيا نجحت في مهمتها في سوريا خلال أيام فقط).
وأكد أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من فرض نفسه على أنه جزء أساسي من الحوار حول أحداث الشرق الأوسط، وذلك ما لم يستطع الروس فعله منذ 14 عاماً
.وأكد أيضاً أن “أي تحرك روسي في المنطقة العربية أو العالم سيكون مبنيا على أن أميركا هي العدو الأول لموسكو”.
وها هي الولايات المتحدة شاءت أم أبت تعترف ميدانيا بتغيرات المشهد السوري وتقر بفشلها في ادارة الازمة السورية نحو الاطاحة بالرئيس بشار وحذف سوريا من معادلة خط الممانعة الذي تمثله سوريا كدولة مواجهة مع الكيان الاسرائيلي
وما قطعها للدعم وللبرنامج التدريبي لبعض فصائل الجهات المعارضة المسلحة والعصابات التكفيرية الا اعترافا ضمنيا بفشل الولايات المتحدة في تحقيق ماربها في سوريا وما يؤكد وجهة نظر المحللين ايضا هو تلك الرسائل الاردنية الخاصة جدا والتي تم توجيهها مؤخرا الى الرئيس السوري بشار الاسد عبر وسيط حزبي اردني مقرب من دمشق .
الرسائل تشير الى اعلان الاردن وقف برامج تأهيل وتدريب معارضين سوريين مسلحين بعدما اتخذت الادارة الامريكية قرارا بهذا الخصوص !!! .
ويمكن النظر إلى أنه اذا ما تمكن بوتين من إنجازه فإنه دخل المنطقة وببعض القنابل وقد دفع هذا الأمر الادارة الامريكية إلى تعليق الدعم عن الجيش السوري الحر بصرف النظر إن كان هذا البرنامج التدريبي ناجحا أم لا، ولكن نتائجه المباشرة أو غير المباشرة ستصب في صالح بشار الأسد، وعليه فإن بوتين نجح في مهمته ضمن التحالف الرباعي من وجهة الكثير من خبراء الشان العسكري والسياسي.. والآن ووفق هذه التداعيات الميدانية المتلاحقة فان الساحل السوري محمي ومستقر والمراقبون والمحللون يرون أن بشار الأسد لا يمكن أن يسقط في أي وقت قريب وأنه تمكن من المحافظة على نفوذه وان الخطر الفعلي قد ذهب عن سوريا وان الايام القادمة ستؤكد ما اوردناه من تحليل لهذا المحور الذي اثبت ان روسيا دخلت المعادلة واثبتت نجاحها مع تحالفها الرباعي في الحفاظ على سوريا.