الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها اخذ بها( روسيا في عين العاصفة )
روسيا قادمة مع انها لم تغادر .تدخل على الخط , بوتين ينزلها الساحة و هذه المرة بوجهها الحقيقي و ليس المستعار كما كانت دائما من وراء طاولة مجلس الامن
التوقيت يبدو مناسبا, فايام اوباما في البيت الابيض باتت قصيرة و ربما الديمقراطيون ايضا ,ما زرعه الجمهوريون في الشرق الاوسط عجز الديمقراطيون عن حصاده
انها روسيا بوتين تتربص مذ ان وطئت اقدام المارينز شوارع بغداد
يوم في التاريخ فتحت الباب لصفحات كثيرة لم يحن الوقت لانهائها
هكذا هم الكبار دائما , لسان حال روسيا
نتريث او ننكفئ جانباً لكننا لن نسقط ,
داعش و مع كل التلميحات بمنشئها الامريكي الممولة خليجياً باموال مصدرها الرئيس هو النفط
السوق العالمية بكل تفاصيلها لا تبتعد كثيرا عن تجارة النفط هذه , حسابات الكبار لا تشطب من جداولها منابع النفط ,اتفق جميع ابطال الصناعة في العالم ان تبقى دول الشرق الاوسط ريعية الاقتصاد لا يجب ان تدخل مضمار الصناعة بشقها العملاق اقصد.
السلاح صاحب الكلمة الفصل في هذا العالم المتصارع يجب ان تستنزف مخازن الاسلحة عن طريق حرب استنزافية اطرافها اغنياء بالضرورة , هذا ملخص الحكاية و بكل بساطة
الروس ابوا الا ان يكونوا رؤوساً في عالم يحكمه الاقوياء , تضاريس الشرق هذه منابع القوة لتلك الدول , انها جميلة في كل شيء ما فوق الارض و ما تحتها , شعوبها تحترف اختلاق الصراعات ايضاً
كلما كنت رهين الماضي فلا امل لك في المستقبل , انه منطق السياسة يا صاحبي
الصورة الان باتت اكثر وضوحاً من اي وقت مضى , الجبابرة الكبار عقدوا العزم على الدخول وجها لوجه , معاً لمحاربة ( داعش ) هكذا ما نراه فوق الطاولة , اما تحتها فالامر مختلف تماماً
جميع الاطراف المغلوبة حتما باتت منهكة, استنزاف غير مسبوق في الارواح و الطاقات و الموارد و البنى التحية , دخول روسيا كما الولايات المتحدة سيحذف الكثير من ارقام الخسائر المحتملة في هذا الوقت مقارنة بما لو كانت ابكر
سيعاد ترسيم الحدود , سايكس بيكو بات قريبا من اساطير الاولين و لا يصلح للاستخدام بعد الان, ربما ستكون اوربا الخاسر الاكبر
اقتصادها على المحك , سينشط مضمار السوق الروسي و الامريكي هنا ابتداءً من سوق السلاح الى البنى التحيتة مروراً بكل ما تطئه قدم ابناء هذه المنطقة المهدمة كلياً
انها مرحلة الحسم ستبدو الحدود اكثر وضوحاً عن ذي قبل, مظلة الناتو ستبتلع كردستان على ما يبدو , ستكون مع كركوك من حصة العم سام شريطة ان تبقى المياه الدافئة و اجوائها ايضا جحراً للدب الروسي و دياسمه , فالشعور الممتعض من امريكا ممزوجاً بحالات من العداء الايدولوجي في اوساط الشارع الشيعي ترك بالضرورة ميولاً نحو الروس عندهم . انه مكسب عظيم لروسيا اثمن بكثير من جائزة يانصيب نالها معدم . الروس و بعد النكبات الامريكية بدت مطمئنة فوق العادة على انها المخلّص المرحب به لهذه الشعوب , العم بوتين و ابو علي هكذا اطلق العراقيون و اشقائهم في الشام على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين , انه لقب بمثابة اكليل نصر توشح به مسبقاً سيشعر الرجل بزهو كبير و ثقة عالية في دهايز الكرملين و لن تقف عند ابوابه بلا شك.
بالمحصلة لن يتصارع الكبار مادامت قذائف كل منهما لم تنخر الحدود, لكن و كما في الشرق فقطع الاعناق و لا قطع الارزاق
و الدول العظمى رئتاها دائما خلف الحدود
هناك حقيقة يجب ان نؤمن بها : روسيا لن تجازف بنزال حقيقي الا بعد ايمانها ان موسكو في عين العاصفة .