23 ديسمبر، 2024 1:13 ص

روح .. اني  لا  روح .. انتَ

روح .. اني  لا  روح .. انتَ

تصريح الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني حول ضرورة ازالة اسرائيل من جسد الامة الاسلامية ، يعيدنا الى نفس الطاس ونفس الحمام ، هذا الذي ينتمي الى التيار المعتدل والاصلاحي اعلن الحرب مبكرا على دول الخليج واسرائيل وامريكا بطريقة تخلو من الحنكة السياسية وتخلو من القراءة الموضوعية لظروف المنطقة السياسية ولا تراعي حتى ظروف ايران الاقتصادية والعزلة الدولية المفروضة عليها ، كان يمكنه ان يمارس شيء من التقية السياسية على الاقل حتى يكسب بعض الوقت لشيء من التعافي الاقتصادي ولقطع اشواط متقدمة في برنامج ايران النووي واستغلال اللحظة التي يأمل فيها اعداءه اختلافا فيه عن سابقه ، وهذا ماكنت اتوقعه ، لكن ان يطلق هكذا تصريح حتى قبل ان يعتلي سدة الحكم فهذا امر غريب ، قد يوحي ذلك انه يحاول ان يكسب رضا المرشد الاعلى لكنه بذلك اضر نفسه واضر المرشد واضر النهج الايراني ( الثوري ) ازاء موضوعة فلسطين ، وارسل رسالة غير موفقة مهما كانت غاياتها ، تعبر عن نمطية وجهل تام بالمتغيرات الاقليمية ، ففلسطين القضية الاسلامية عند الفرس هي ليست كذلك عند العرب ، الان على الاقل ، بل هي قضية خلاف بسيط بين اولاد العم ، هي حتى لم تعد قضية عندهم ، وما تصريح القرضاوي عن الاستنجاد بامريكا لدعم المعاوضة السورية واستهزاءه من التخوف الامريكي من توجه المعارضة لمحاربة اسرائيل وما تشديده واخرين على ان الشيعة اخطر من اليهود ، الا خير دليل على ذلك ، لم تعد هناك قضية ، اهلها باعوها ، فتح ذهبت للتفاوض وحماس عقدت اتفاقات الهدنة وتلاحق اي فصيل يعادي اسرائيل ولم تحارب يوما الا للحفاظ على سلطتها في غزة ، والفلسطينيون يذهبون للقتال في سوريا ويفجرون انفسهم في العراق ، تضاء قناديلهم بزيت اسرائيل ويتداولون الشيكل وعلى اكتافهم بني جدار الفصل ، وتجارة الانفاق والنفوذ في سيناء وحلم سيطرة الاخوان على مصر اصبح هو القضية  ،
بضعة ايام من التظاهرات في سوريا كانت كافية جدا لحماس ان تتخلى عن نظام دعمها بكل قوة طيلة ربع قرن والدعم الايراني لحماس لم يمنعها من التنديد باعدام صدام ولا منعها من اقامة مراسم عزاء له ولم تستحي من اقامة المناحات في غزة على مقتل الزرقاوي فكان تأبينا لم يحظى بربعه مؤسس حماس احمد ياسين ولا الرنتيسي ،  ودعم ايران للاخوان المسلمين لم يمنع مرسي من مخاطبة بيريز ب صديقكم الوفي ولا من تمني العيش الرغيد لدولة اسرائيل  وحتى لم تمنعه من مباركة سحل الشيعة ونعتهم بالانجاس ، دعم حزب الله لحماس والفصائل الاخرى ومغامراته في ايصال الدعم العسكري لهم وتسخير خبراته وقدراته في تدريب المقاومة الفلسطينية وتحريره لاراضي لبنان وتمريغ انف اسرائيل بالوحل وتحرير الاسرى لم يشفع له لا عند الفلسطينين ولا عند العرب بل صار اسمه حزب الشيطان وصار اسم زعيمه نصر اللات ،
امة كهذه لاشرف لكم بالوقوف معها او مساندتها ، لن ينالكم منها الا الغدر والجحود والدسائس ، لم يصنع الله فينا الا هذا ، ولو اودع فينا شيء من وفاء ماكنا امتنعنا عن اظهاره لكم ، دعوا القدس لاهلها ولابناء عمومتهم ، هم يحلون مشاكلهم ، وتذكروا انكم من عرق اخر مختلف ، اما الدين فلم يعد دين محمد بن عبد الله الذي لافضل فيه لعربي على اعجمي الا بالتقوى فقد صار دين محمد بن عبد الوهاب ودين العريفي والقرضاوي وصار الذي كان يعبد الحجارة من حقه ان يُعيّر من كان يعبد النار ودين الله الذين انزل لكل البشر بات حكرا على اجلاف الصحراء ،
دعوا القدس وشأنها لاهلها ، لم تنزل اية ان القدس سيحررها الفرس ، انشغلوا بامور بيتكم دعموا دولتكم والتفتوا لمنح شعبكم مزيد من الحريات وعيشوا حياتكم بعيدا عن عقدنا وابعدوا عنا خيركم وشركم وانزعوا من رؤوسكم هذا الحلم واصلحوا علاقاتكم مع الدول المجاورة ولاتنسوا ان دول الخليج ( المؤثرة في المنطقة ) يركبها ستين عفريت اذا تعرض احدهم بسوء لاسرائيل .
إذن هي حماقة مبكرة لسيادة الرئيس القادم ، واشارة غير مشجعه لنا نحن الحالمون ببعض الاستقرار في المنطقة نريده ان ينعكس علينا وتنبيء بمزيد من التصعيد يتحمل مسؤوليته الزعامة الايرانية الحالمة بتحرير فلسطين اكثر من الفلسطينيين والعرب ، لانها مازالت ترى القدس اسلامية ولاتستطيع ان تستوعب ان القدس سنية وانه ليس صدفة ان لايوجد شيعة في فلسطين والاردن وان اول بند في دستور دولة فلسطين الموعودة يمنع منعا باتا دخول الشيعة اليها . فلاتحلموا ان احدا منكم يصلي في القدس مادامت اسرائيل قد نجحت في جعل المسلمين سنة وشيعة  .