العراق الوطن مُعلق على أعمدة الفساد والإستهتار بالقيم والمبادئ والمعايير الأخلاقية والتقاليد الإجتماعية المتعارفة عبر الأجيال.
البدن الوطني مبضّع ومطعون في كله , ومِديات العدوان والغضب والإنتقام تنغرز في جسمه , وأنينه يتصاعد نحو السماء ويزعزع أركان الكون الفسيح.
العراق مصلوب فوق نيران المذهبيات والطائفيات والفئويات , ومشوي فوق جمرات التحاصص والتعاصص , الذي ينفث فيها زفير بؤسهم وبقلهم , الجهلاء المسخرون لتحقيق مصالح أعداء العراق.
العراق يصيح بأعلى صوته فترتج الأرض بما فيها وعليها , وتصم آذانها القوى الفاعلة فيه , والعمائم الطائشة التي تدين بأهوائها.
العراق يحاولون قتله ككيان وطني وصيروة جسمانية متكاملة متفاعلة , لكن عروقه تنبض , وقلبه يخفق , وعيونه تبصر , وآذنه تسمع , ونفسه أبية , وروحه إلى العلياء ناظرة , وبإرادة كونها صابرة , وعلى ضيم الوجيع السافر لمنتصرة.
فالغادرون التابعون الخانعون يظنون بأنهم قادرون على قتل وطن بحجم العراق , وعلى إلغاء دوره وقدرته الحضارية وصوته الإنساني السامي النبيل , وما هم إلا في هذيناتهم يعمهون , وفي أوهامهم سادرون , وأن العراق سيهزمهم ويلعنهم إلى يوم يبعثون.
العراق جوهره روح وثابة , وقدرات ولودة واعدة بأفياض وجود أبهر , وصياغة كينونة أظهر , وبناء مجد أظفر , فأجياله يتسامقون , وامواج تياره الدفاق تتلاحم في مسيرة إكتمال ومنطلق إنتقال إلى آفاق مجدٍ عزيز.
العراق يَقتل ولا يُقتل , ومَن لا يرعوي ويحترم إرادة العراق , فأنه سينال ما يستحقه من الذل والإنمحاق , ولسوف ترفرف رايات العراق فوق السوامق , وتتردد ألحان ذاته وموضوعه في فضاءات الدنيا , وسيكون العراق بالعراقيين الأشاوس الأفذاذ الذين تنجبهم أرحام العراقيات الشامخات المعانقات للنخيل , فالأم العراقية من رموز الباسقات العاليات الرائدات المتحديات.
وإن فجر العراق الساطع يلوح في أفق الآتيات!!