لعل يدرك الانسان ان هناك محاور مهمة في الحياة وهي الواجب والاوجب .فهناك ادراك تام ان العراق يمر في ظروف استثنائية منذ عام 2014 وما حل بنا من احتلال داعش للعراق في ظروف قاهرة والتي اودت بحياة الملايين من الشعب العراقي من شهداء وجرحى ومفقودين اضافة الى العوائل المهجرة والتي لازالت مجهولة المصير .وتم تحرير العراق والحمد لله ولكن ظهرت هناك اسئلة قد يقع المرء في حيرة من امره وهي كثيرة .ولكي نستلهم البعض منها الا وهي :-
1- مرحلة مابعد تنظيم داعش الارهابي ونحن مفبلين على ابواب انتخابات 2018 ونجد تضارب الاراء في عملية التحديد فتارة يذهب البعض الى طرق ملتوية في ايجاد حل امثل يخدم الجميع .في حين انها تكون بالعكس تماماً لذا هذه المرحلة تستوجب علينا الانتباه الى هذا الامر .
2- هناك امور او جوانب في الحياة تكون مرتبطة احداههما بالاخرى فهنا يجب النظر الى تلك الامور منها واهما بناء الدولة العراقية على اسس رصينة تكون اولها معرفة روح المواطنة والسعي على جعل الروح العراقية متواجدة في كل انحاء البلاد . ورفع سارية العلم الواحد وعدم المس بتلك السارية كما حدثت مواقف تكاد تفتت الحجر من حرق العلم العراقي من قبل بعض النفوس الضعيفة من اقليم كردستان وهذا بحد ذاته تصرف احمق اذ من المتفرض ان تكون هذه القضية وسيلة للتحقيق لان العلم يمثل سيادة الوطن .ومن جانب اخر تجد عدم اتخاذ الشعب العراقي مبدأ الواجب والاوجب وهنا نتطرق الى مسائل مهمة وهي ارادة الشعوب و كيانتها اذ كان من الاجدر ان نعمل معاً و ايجاد سبل التعاون من اجل توحيد الافكار و الرؤى وقد حث القران الكريم بقوله تغالى (تغاونوا على البر والتقوى و و لا تتعاونوا على الاثم والعدوان ) على نشر روح التعاون والالفة بين الناس.
3- عام بعد عام منذ 2003 كانت الثورة الحسينية في كربلاء هي موطن لتوحد الملايين من الزوار لزيارة ابي عبد الله الحسين (ع) من جميع الطوائف و لاسيما سنة 2017 التي كانت الملايين من كافة الدول خرجت بشعار واحد (الحسين وطن )وهذا النفس الابية خرجت من كل المحافظات متوجهة الى هدف واحد و بنداء واحد تردد (لبيك يا حسين) وكان خدمة اصحاب المواكب الحسينية والمساجد والتي تكللت بتوفير كافة وسائل الراحة اضافة الى نجاح الخطة الامنية بجهود الغيارى من قوات الشرطة والجيش والحشد الشعبي ولكن السؤال هنا لماذا لاتكون هذه المسيرة او التوجه في باقي ايام السنة الميلادية على اسس الوحدة تحت شعار المواطنة العراقية وهنا نستدرك من البعض حينما يوجه لهم هذا السؤال بالقاء الذنب الاول على الحكومة و المتلقي لو تمهل قليلاً في الاجابة لوجد ان هناك حكمة تقول (بالشعوب ترتقي الامم) كيف يحدث هذا فنقول ان ايجاد روح النعاون المشترك لكل ابناء الشعب العراقي ومد الايدي من جديد لبناء اواصر مشتركة وطنية تجعل من الوطن هو المصدر الاول في كل شيء في تعاملنا وزرع روح التنازل بين انفسنا من خلال بث روح التسامح والطيبة في النفوس قبل كل شيء وهنا يجدر بنا الحديث الى حالة قد تكون نادرة في هذا الزمن وهو مد يد التعاون بين اثنين سواء كانوا شخصين ام دولتين ام غيرها فماذا لو كانت هذه الروح متسامحة بعد خصام بينهما ولصالح شعوب البلدين ومن هنا نجد ان نشر الخير لكل الناس عامل مهم في توحيد الاراء . قد يكون هذا الكلام غريباً نوعاً ما ولكن لو تمهلنا قليلاً في حل بعض الامور العالقة وليس كلها بتكاتف الايدي وحل الامور بالتنازل لوجدنا هذا الشيء بنتشر بسرعة فبناء البيت لم يأتي من طابوقة واحدة بل من الشد على البعض في تشييده وهذا الحال يكون في بناء الروح الوطنية و جعلها المسمى الواحد والثابت تجاه كل الاوطان ومن الله التوفيق …