18 ديسمبر، 2024 10:17 م

روحاني و المهمة الصعبة

روحاني و المهمة الصعبة

مع الاعلان المبکر من قبل رئيس لجنة الانتخابات الإيرانية، علي أصغر أحمدي، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني فاز بولاية ثانية، بحوالي 23 مليون صوت، أي أنه حاز على 56% من الأصوات، حيث تقدم بذلك على مرشح التيار المتشدد إبراهيم رئيسي، بفارق 7 ملايين صوت تقريبا، فإنه قد تم حسم نتيجة الانتخابات التي کانت هناك توقعات ترجح فوز رئيسي المدعوم من جانب التيار المحافظ، وبذلك فإن الصورة بدأت تتوضح في إيران وسط مخاوف من التحرکات و التهديدات الامريکية المکثفة ضدها، والتي تتوجت بحضور الرئيس ترامب في ثلاثة قمم مهمة تعقد في الرياض تحت عنوان”العزم يجمعنا”، “سعودية أميركية، وخليجية أميركية، وعربية إسلامية أميركية”.
عودة روحاني لولاية ثانية و عدم نجاح التيار المتشدد في فرض مرشحه رئيس و الدفع بإتجاه إنتخابه، يعني فيما يعني أن هناك الکثير من القلق و التوجس من التحرکات و التهديدات الامريکية و الاتجاه لحملها على محمل الجد، وإن إيران المثقلة بالمشاکل و الازمات و تعاني من أوضاع بالغة الوخامة وصلت الى حد أن الفقر و المجاعة و الادمان و التفکك الاسري قد صارت من معالم و مظاهر المشهد الايراني، ليست مٶهلة لخوض غمار مواجهة غير متکافئة ضد الولايات المتحدة الامريکية في ضوء تصاعد الرفض العربي و الاسلامي لدورها و العمل من أجل تحديده و تحجيمه.
الانتخابات التي قيل الکثير عنها، أعادت بروحاني رئيسا على أمل مواصلة مشواره الذي بدأه في عهد الرئيس السابق اوباما بتجنيب إيران حربا ليست في صالحها وقد تحرق الاخضر و اليابس، لکن مهمة روحاني في عهد ترامب هي مختلفة عما کانت عليها في عهد اوباما، ذلك أن الکثير من الامور قد تغيرت و حصلت العديد من الاحداث و التطورات التي أضعفت الدور و الحضور الايراني في المنطقة و العالم، بالاضافة الى إن إدارة ترامب تتعامل بمنتهى الشك و الحذر و الحساسية مع إيران و تعلن بمنتهى الصراحة عدم ثقتها بطهران، وإنه وفي حال دخول روحاني في مفاوضات أو إتصالات سواءا کانت مباشرة أم غير مباشرة، فإن هناك العديد من الملفات جاهزة للطرح على مائدة المفاوضات ولعل أهمها و أخطرها التدخلات الايرانية في المنطقة و الاحزاب و الجماعات و الميليشيات التابعة لها وهو مايتطلب تحديد و تحجيم دور الحرس الثوري الذي تتجه النوايا الامريکية نحو إدراجه في قائمة المنظمات الارهابية، الى جانب ملف الصواريخ البالستية، وبطبيعة الحال فإن إدارة ترامب لاتمنح بطاقة الامان لطهران إلا إذا إستجابت للمطالب الامريکية بشأن هذه الملفات و التي قطعا لاتتناسب و لاتتفق بالمرة مع المواقف الرسمية الايرانية، و‌لذلك فإن روحاني لن يکون أبدا في وضع إستعراضي فضفاض کما کان حاله في عهد اوباما وانما يجب أن يتأهب منذ الان لتقديم تنازلات تکسر المزيد من شوکة القيادة الدينية في طهران والذي سيحرج روحاني أکثر و يجعله أمام موقف صعب لايحسد عليه هو إن کل ذلك سيجري مع إزدياد السخط الشعبي و وصوله الى درجة غير مسبوقة على الاوضاع المزرية في إيران الى جانب تصاعد دور و حضور نشاط المقاومة الايرانية على الصعيد الدولي.
[email protected]
کاتبة مختصة في الشأن الايراني.