قد لا يختلف اثنان على حجم أو بعد العلاقات العراقية الإيرانية والتي تمتد كما وصفها الرئيس عادل عبد المهدي “منذ فجر التاريخ” إلا إن التدخلات الأخيرة من قبل دول الجوار في شؤون العراق الداخلية جعل في قلب كل عراقي وان تفاوت مستوى إدراكه عن غيره , إلا إن في داخله غصة من هذه التدخلات التي وضعت العراق على شفى حفرة من الجحيم..
إيران واحدة من هذه الدول التي تجاور العراق ولها ما لها داخل العراق من اذرع وأجندات ومصالح أساءت في اغلب تعاملاتها مع العراق كبلد ذو سيادة مستقلة وأصابت في تعاملات أخرى, لكن في الآونة الأخيرة وبعد فرض العقوبات الأمريكية على إيران والانهيار الكبير في اقتصادها وسوقها العالمي.. جعل إيران في موقف لا تحسد عليه..! وبنفس الوقت هذا الموقف جعل من العراق ساحة إيران الاقتصادية ومنفذ تنفسها الوحيد من حيث لا تشعر هي ولا تشعر أمريكا.. لا يمكننا إن نجزم إن الإدارتين قد أخطأتا ولكنها السياسة هي من جعلتنا نجزم إن العراق ألان هو اللاعب الأبرز في سياسات الشرق الأوسط ما بعد داعش..
هذه الأسباب وغيرها أحرجت الحكومة الإيرانية ووضعتها إمام خيار التسلح بالاتفاق العراقي الإيراني والقبول مبدئيا بكل شروطه حتى وان ارتفع معدل حجم التبادل التجاري بين البلدين أو حتى وان تجاور العشرون مليارا فهذا لا يعني إن كفة الغلبة بيد إيران بقدر ما سيجلب هذا الاتفاق من ايجابيات للعراق لو تعامل ساسته مع بنود هذا الاتفاق بشكل جيد ودقيق.. ودليل هذا الكلام قول مرجعية السيستاني الذي أكد لروحاني في مضمون لقاءهم على ضرورة عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية, وهذا دليل واضح على إن المرجعية تمتلك الرغبة والإرادة الكاملة على تحجيم الدور الإيراني أو إي دور أخر داخل العراق.. وهذا يعني إن روحاني لم يأت إلى العراق زائرا كما يعتقد البعض لكنه جاء طائعا لأجل مصالحه..!!