توفي يوم الجمعة 31 اكتوبر عن عمر 74 عاما في دبلن الصحفي اللامع المدافع عن القضايا العادلة روبرت فيسك وكان ينوي العودة الى بيروت التي عاش فيها سنوات طويلة منذ عام 76 وغطى الحرب الاهلية في ايرلندا و لبنان اضافة للعشرات من القضايا العربية والعالمية حيث غطى حروب افغانستان وحرب كوسوفو وحصار غزة وهواحد الصحفيين الغربيين القلائل الذين قابلوا بن لادن وقام ايضا بتغطية حروب الخليج العراقية الايرانية الكويتية الامريكية وكان له موقف مشهود ضد الغزو الامريكي للعراق وفضح اكاذيب بوش وبلير حول تلك الحرب.
عمل روبرت فيسك مراسلا لصحيفة التايمس لخمسة عشر عام لمنتصف السبعينات حيث اختلف مع المالك الجديد مردوخ وانتقل ليعمل مراسلا لصحيفة الانديندنت حيث تتميزكتاباته بالجرأة والصراحة والموضوعية وقد وقف دوما الى جانب قضية الشعب الفلسطيني العادلة وتمنعه اسرائيل من الدخول اليها بسبب نقل الحقيقة وقد حصل فيسك على العديد من جوائز التقدير الصحفية المحلية والعالمية .
تحدث فيسك في محاضرة له عن قوة اللغة والتعابير والمصطلحات وكيف اصبح الصحفيون الغربيون وخاصة في بريطانيا وامريكا اسرى للغة الحكام والعسكريون واعتبر ذلك جهلا للتاريخ واساءة استخدامه واورد في تلك المحاضرة ( 1) العديد من الامثلة منها مثلا :
استخدم الامريكان والانكليز لعشرات السنين وكذلك الفلسطينيون والاسرائيليون نعبير ” عملية السلام ” لوصف اتفاق فاشل غير منصف وغير شريف وغير عادل يسمح لامريكا واسرائيل اقرار اية قطع من الاراضي المبعثرة ستعطى لشعب يرزح تحت الاحتلال ولقد تسائلت عن هذا التعبيراعند توقيع اتفاقية اوسلو ولكن ما سرع ان ننسى بان اتفاقية اوسلو كانت استسلاما سريا يفتقد اية اسس قانونية وهل نتذكر تسمية ياسر عرفات للاتفاقية في البيت الابيض ب “سلام الشجعان” ولكن هل اشار احد منا بان اول من استخدم تعبير “سلام الشجعان” كان شارل ديغول في نهاية الحرب الجزائرية حيت خسرت فرنسا الحرب في الجزائر !
لنأخذ مثالا اخر من الحرب على افغانستان حيث كرر الصحفيون الغربيون عبارات الجنرالات الغربيين من ان احرب لا يمكن كسبها الا بكسب ” العقول والقلوب ” ولكن لم يسألهم احد عن استخدام نفس هذا التعبير في الحرب الفيتنامية والتي خسرها الغرب .
نشر روبرت فيسك العديد من الكتب والمؤلفات وقد ترجم العديد منها للعربية و في مقدمتها
موسوعة الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة ( الحرب الخاطفة ، الى البرية ، الابادة )
زمن المحارب
ويلات وطن
الربيع العربي
حول اسرائيل
سوريا
حول مصر
تميز روبرت فيسك بنقده الشديد لسياسات دونالد ترامب العنصرية وفاضا اتفاقيات السلام المزعومة الاخيرة بين اسرائيل والامارات والبحرين التي تخلت عن حقوق الشعب الفلسطيني والقدس ولقد ابنه الرئيس الايرلندي قائلا ” كان فيسك شجاعا ومستقلا في تقاريرة الرصينة ومتبحرا في شؤون الشرق الاسط وساعد الكثيرين على فهم تعقيدا مشاكل تلك المنطقة”
ما احوجنا اليوم الى الصحفي الرائع خالد الذكر روبرت فيسك
- https://www.aljazeera.com/news/2010/5/25/journalism-and-the-words-of-power