23 ديسمبر، 2024 1:05 ص

رواتب البرلمانيون هل هي سحت؟

رواتب البرلمانيون هل هي سحت؟

الحاج عباس اكمل يوم الخميس الماضي عشرون عاما بالوظيفة, ومازال راتبه بالكاد يسد احتياجات ثلثي الشهر, اما باقي الشهر فيعيش أحيانا على المعونات, وأحيانا اخرى على الديون, كي يتمكن من إكمال باقي الشهر, فسلم الرواتب الحكومي الذي شرعه البرلمان لم يراعي غلاء الاسعار وضغط المعيشة, فهو قانون من دون رحمة, كما كانت قوانين الطاغية صدام بالأمس! تهدف لسحق المواطن وجعله يعيش دوامة مخيفة, فالغريب ان الطبقة السياسية التي جاءت بشعارات الخلاص من الطاغية, نجدها تطبق منهج الطاغية في الحكم! في تناقض لا يقوم به الا المنافقون.

والغرائب التي تصدر من البرلمان لا تنتهي ومنها: انهم شرعوا قانون رواتب مختلف للبرلمانيين, بحيث يحصلون على رواتب خرافية, تجعلهم يعيشون في بحبوحة العيش كالملوك والامراء, مع امتيازات لا تعد ولا تحصى, من ضمان صحي الى بدل ايجار الى تحسين معيشة والى …, مقابل الحضور لبعض الجلسات, والتي لو جمعت كل ساعاتها لما تجاوزت الثلاث اشهر!

فانظر لحجم الظلم في العراق, والذي اسس اساسه هم البرلمانيون انفسهم, فاصبحوا مادة لتندر وللضحك في كل العالم على لصوص بربطات عنق وحصانة.

فهم من شرع سلم الرواتب الظلم للعراقيين, وكذلك هم من شرع لأنفسهم تلك الرواتب الشيطانية, والتي تعبر عن ظلم شديد وعملية نهب مستمرة لخزينة الدولة تحت عنوان رواتب مشرعة! ولم ينفع مع الاحزاب استنكار المرجعيات الدينية, ولا نقد الاعلام والصحافة لهذا الظلم, فالمومس لا تستحي من فعل أي شيء مقابل المال, كذلك الطبقة السياسية فهي من دون أي حياء, فالمهم ان تمتلئ خزائنها بالمال.

الغريب ان البرلمانين مع هذه الرواتب الكبيرة جدا, لكن اداءهم جميعا كان مخزيا طيلة جميع الدورات, بل كانوا جزء من الفساد, فهم ساندوا رموز الفساد وكان ادائهم لحماية زملائهم ضمن احزابهم من وزراء ومسؤولين للتغطية على فسادهم, وعندما تسئلهم انتم تأكلون سحت؟ فيقولون انها رواتب مشرعة قانونا! متناسين انهم هم من اسس تلك الرواتب الشيطانية.

البرلمان في كل دول العالم مسؤولية, وليس موقع لنهب المال, بل انهم لم يتوقفوا عند هذا الحد من العهر, بل شرعوا لأنفسهم رواتب تقاعدية عن خدمة خمس نجوم! فالمال السائب يعلم السرقة كما يقول المثل المصري, فأموال الدولة العراقية من دون حارس يحفظها من اللصوص! لذلك نجد كثرة التشريعات الشيطانية التي تبيح هدر المال العام, بعنوان رواتب للطبقة الفاسدة في العراق!

في الختام نضع سؤال كبير: يا ترى هل يأتي في يوم ما شخص شريف ويشرع بالإصلاح الحقيقي؟ ويعمل بإرادة قوية على استعادة كل دينار سرقته الطبقة السياسية, تحت عنوان رواتب وامتيازات وتقاعد!