18 ديسمبر، 2024 11:42 م

يتكلمون بلغة غير وطنية ويستحضرون مفردات خبيثة تقاتل الكلمة الطيبة , ووفقا لمناهج ما فيهم من السوء يتم رسم خارطة الواقع السياسي والنفسي والإجتماعي والثقافي , حتى تصل الحالة إلى الواقع الجغرافي.
وللغرباء الحق فيما يتصورون ويفعلون لأن مصلحتهم هي معيار سلوكهم على جميع المستويات وفي كافة الميادين.
لكن المشكلة تكمن في الكراسي التي أصبحت أداة لتحقيق المطلوب , وأمعنت في غفلتها وضيق أفق رؤيتها وأسرها في المنصب الذي تم توريطها فيه.
فالكراسي متورطة في مناصبها ولا خيار عندها إلا الإذعان والإستسلام والتنفيذ المطلق لما هو مطلوب.
وهي رهائن , وبواسطتها يؤخذ الشعب بكامله كرهينة!!
فماذا تتوقع من الرهينة أن تفعل؟
إنها تريد الحفاظ على سلامتها وحسن معاملتها وإمتيازاتها , وما تظهر به من التزييف والخداع أمام وسائل الإعلام ، وما هي إلا أسيرة تحمل أطواق المذلة في أعناقها.
فالكرسي لا ينطق بلسانه ولا يكتب بقلمه ولا يفكر بعقله ، وإنما عليه التعبير عما يُكتب له ويوضع أمامه من الأفكار والأقوال والكلمات والتصورات ، وإن قرر أحدهم أن يتحدث بغير ما هو مرسوم فأنه يلقى النهاية المريرة.
فالإنسان الحر الوطني هو الذي يتكلم بلسان المصلحة الوطنية ، ولا يتحدث بمفردات الأنانية والفردية والتحزبية والمذهبية والطائفية ، فهذه أجندات مطلوبة للتنمية السلبية وتحقيق أعلى درجات الدمار والخراب الإنساني الشامل.
فهل وجدتم مسؤولا في دول الدنيا يتحدث بلغة طائفية وبأساليب إذلالية , تهدف إلى إلغاء الوطن وتحويله إلى كينونات طائفية وعرقية تتصارع إلى الأبد.
إن العلة في الذين يتوهمون بأنهم ساسة وقادة ، وما هم إلا جهلة تحقق الحصول عليهم في مزادات الإنحطاط والضياع والخسران ، وتم إعماؤهم بالإمتيازات والمسؤوليات والسلطات والأموال وغيرها من الأسباب ، التي تعزز أوهامهم بأنهم قادة وساسة , وما هم إلا أدعياء وأدوات خداع وفتنة وتضليل.
وفي هذا الوحل الآسن تكمن أكبر مأساة وطنية وإنسانية في التأريخ , فلماذا تعاتبون الرهائن على ما تصّرح به وهي لا تننطق سوى الصدى؟!