23 ديسمبر، 2024 12:53 ص

رن هاتفي التقال لينطلق صوتاً عبر الأثير وصل مسامعي ــ آلوو سلام عليكم …شلونك أبو ..

رن هاتفي التقال لينطلق صوتاً عبر الأثير وصل مسامعي ــ آلوو سلام عليكم …شلونك أبو ..

 

ترددت لبرهة قصيرة ثم نجح حدسي وتوقعي الذي كنت معروفاً به بين الأصدقاء والأهل

ــ أهلاً شلونك صحتك أحوالك صديقي (ع)

مرت أكثر من عشرون سنة لم ألتقي بزميلي وصديقي (ع) بعد أن باعدتنا ظروف الوطن (الطارئة) ولكنها دائمية منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا .

بعد تبادل التحايا والذكريات والقهقهة على بعض المواقف والأشخاص الذين مروا في سفر حياتنا الوظيفية الصاخبة قال:

ــ انت مدعو على الغداء يوم الجمعة القادم في منزلي مع كل من …….

ــ ياالله كيف أستطعت أن تجمع هؤلاء الفرسان القدامى في مكان وزمان واحد . تناثرت هذه الحبات الأصيلة بعد أن أنفرط العقد الذي يجمعها شرقاً وغرباً خارج وداخل ….لا أعرف ماذا أقول الوطن أم العراق وهل لا زال هناك (عراق) هل ما يسمى بكردستان من ضمن العراق وكيف الوصول الى (زاخو) التي أعتدنا السفر إليها بحكم العمل هل بإمكاننا النوم بكل استرخاء وعمق بالسيارة التي تقطع مئات الكيلومترات عبر الصحراء للوصول الى (طريبيل) أو (الوليد) أو (عرعر) أم هناك من يستفز عروقك يبحث عن لون دمك المختلف ومن أي طائفة أنت .

عقود طويلة في خدمة العراق شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباُ لا سيما وأن طبيعة عملنا تفرض بينك وبين زملائك مئات الكيلومترات هذا الأختلاف في الجغرافيا والتنوع المكاني والبشري يجعل من الواحد منا مكتنزاً بالتجارب والأحداث .

في ظهيرة الجمعة صدحت الأصوات عالية بالذكريات والأندهاش على ما طرأ على الشكل والمظهر من تغيير …كيف حالك في عمان وانت كيف حالك في تركيا وصديق يهاتفنا من دهوك تعذر عليه القدوم إلى بغداد

المهم جميعنا خارج نطاق الخدمة بمعنى عاطلين عن العمل والأمل حتى صديقنا (ح) الذي يقلب أخر صفحات عمره الوظيفي حين نسأله عن الأمور يقول : نحن نعيش في زمان غير زماننا…..لم تعد الأشياء كما عهدتموها (الديموقراطية) حطمت كل شيء !!