23 ديسمبر، 2024 2:50 م

رمضان وحمّى الكاميرا الخفية

رمضان وحمّى الكاميرا الخفية

مع كل أطلالة لشهر رمضان المبارك ، تتنافس الفضائيات العربية في عرض مشاريعها لهذا الشهر الفضيل ، منها مواسم المسلسلات والفوازير ، وبرامج الكاميرا الخفية ، موضوع هذه المقالة .
وبدا الأمر وكأنه عدوى ، فنادرا ما تخلو قناة عربية أو محلية من هذه المقالب ، التي لا تعدو كونها  أخافة الضيف –الضحية – سيء الحظ  الى درجة الرعب ، بطرق منفّرة ومزعجة ، تجري طقوسها عادة في الظلام الدامس  ، أو استفزازه بعدة طرق كقلة الأدب (وهو الشائع لكونه الاسلوب الأسهل) ، أو مفاجأته بتصرفات خرقاء أو فجة ، مع افتقارتلك الكاميرا  للمقلب الذكي الدمث واللطيف أو الغامض الذي يشد المشاهد ، فنشاهد لقطات دعائية لهذه البرامج السمجة ، يغلب عليها الصراخ والتهريج أو الكلام البذيء الذي يصل للشتائم والكلام النابي الذي عادة ما يؤدي الى الخصومة الأشتباك بالأيدي ، يذكرني بالسجالات اليومية لبرلماننا العتيد ، أعاننا الله على تحمله ! ، أم جوقة السياسيين وقد استخفوا بنا وبكل قيم الشرف والمواطنة والنزاهة فأكلونا لحما ، ورمونا عظما ، وقد قطَعوا أوصال البلد ، فأشهر افلاسه بسبب شهيتهم الهائلة للنهب ، ليفرضوا علينا التقشف وهم بمنأى عنه ، والغلاء ، وبشكل غير معقول في جميع المعايير الأنسانية والحيوانية ، الى درجة قلنا فيها : يا رب متى تنتهي فصول الكاميرا الخفية المرعبة التي طالت هذه المرة ، والتي يمارسونها معنا  وكأننا ألعوبة ، رغم علمنا الراسخ بمدى سذاجتنا لأننا لا نستطيع تصوّر مدى صلافتهم وقلة حيائهم وتحديهم لنا ، وكأننا نلتمس لهم العذر !.
رمضان كريم للجميع ، وفي كل عام نستهله بالدعاء أن يخسف الله بالفاسدين الأرض مثل قارون ، ونحن نراهم يتكاثرون ويتراكمون كالفيروسات القاتلة عام بعد عام ، ولله في ذلك شأن ، فلا سلطة رابعة تردعهم ، ولا تظاهرات ، ولا أحتجاجات ولا كتابات ، لأنها قد تردع من عنده ذرة من الحلم والكرامة والحرية ، ولكن هيهات أن تنفع مع العبيد !.     

رمضان وحمّى الكاميرا الخفية
مع كل أطلالة لشهر رمضان المبارك ، تتنافس الفضائيات العربية في عرض مشاريعها لهذا الشهر الفضيل ، منها مواسم المسلسلات والفوازير ، وبرامج الكاميرا الخفية ، موضوع هذه المقالة .
وبدا الأمر وكأنه عدوى ، فنادرا ما تخلو قناة عربية أو محلية من هذه المقالب ، التي لا تعدو كونها  أخافة الضيف –الضحية – سيء الحظ  الى درجة الرعب ، بطرق منفّرة ومزعجة ، تجري طقوسها عادة في الظلام الدامس  ، أو استفزازه بعدة طرق كقلة الأدب (وهو الشائع لكونه الاسلوب الأسهل) ، أو مفاجأته بتصرفات خرقاء أو فجة ، مع افتقارتلك الكاميرا  للمقلب الذكي الدمث واللطيف أو الغامض الذي يشد المشاهد ، فنشاهد لقطات دعائية لهذه البرامج السمجة ، يغلب عليها الصراخ والتهريج أو الكلام البذيء الذي يصل للشتائم والكلام النابي الذي عادة ما يؤدي الى الخصومة الأشتباك بالأيدي ، يذكرني بالسجالات اليومية لبرلماننا العتيد ، أعاننا الله على تحمله ! ، أم جوقة السياسيين وقد استخفوا بنا وبكل قيم الشرف والمواطنة والنزاهة فأكلونا لحما ، ورمونا عظما ، وقد قطَعوا أوصال البلد ، فأشهر افلاسه بسبب شهيتهم الهائلة للنهب ، ليفرضوا علينا التقشف وهم بمنأى عنه ، والغلاء ، وبشكل غير معقول في جميع المعايير الأنسانية والحيوانية ، الى درجة قلنا فيها : يا رب متى تنتهي فصول الكاميرا الخفية المرعبة التي طالت هذه المرة ، والتي يمارسونها معنا  وكأننا ألعوبة ، رغم علمنا الراسخ بمدى سذاجتنا لأننا لا نستطيع تصوّر مدى صلافتهم وقلة حيائهم وتحديهم لنا ، وكأننا نلتمس لهم العذر !.
رمضان كريم للجميع ، وفي كل عام نستهله بالدعاء أن يخسف الله بالفاسدين الأرض مثل قارون ، ونحن نراهم يتكاثرون ويتراكمون كالفيروسات القاتلة عام بعد عام ، ولله في ذلك شأن ، فلا سلطة رابعة تردعهم ، ولا تظاهرات ، ولا أحتجاجات ولا كتابات ، لأنها قد تردع من عنده ذرة من الحلم والكرامة والحرية ، ولكن هيهات أن تنفع مع العبيد !.