18 ديسمبر، 2024 7:39 م

رمضان شهر التكافل والتراحم

رمضان شهر التكافل والتراحم

لقد خص الله تعالى شهر رمضان بقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) البقرة : 183. وبإنزال القرآن الكريم فيه، حيث قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان) البقرة :185.
ويحل علينا شهر رمضان المبارك الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار هذا العام وقد تم تعليق صلاة الجمعة والجماعة وأغلقت دور العبادة وخلو المساجد والمراقد والحسينيات والكنائس من الزائرين والمصلين وفرض حظر التجوال حفاظا على المجتمع من تداعيات الفيروس كاجراء وقائي. يجب علينا كعراقيين مسلمين أن نستشعر عظمة هذا الشهر الكريم من خلال استشعارنا لعظمة الخالق سبحانه وتعالى والخوف منه وأن نستشعر كذلك خطورة هذا الوباء لمساعدة بعضنا البعض الاخر بعد ان عجزت الحكومة من تقديم ما يحتاجه المواطن المسكين لمتطلبات المعيشة نتيجة البقاء في مساكنهم لاكثر من شهر لابطاء انتشار جائحة كورونا هذا الفيروس القاتل. كما أن الله جل ثناؤه شرع هذا الصوم لغاية نبيلة , وهى الرحمة والتراحم بين الناس . فإن وجدان الصائمون فى رمضان هو التيقظ نحو الخير , والعطف والمشاركة للآخرين فيما يشعرون من الآلم , والحس المرهف لهم فى رمضان مما يجعلهم أكثر إستعداداً للخير , وأكثر بعداً عن الشر للمشاركة فى حمل تكاليفه فيرحمون غيرهم تطبيقاً لقوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم “الراحمون يرحمهم الرحمن ” وأصحاب المال و السلطة والجاه المصطنع بددوا ثروات البلاد والعباد طيلة 17 عاما ليعيدوا من جديد بالاستئثار بالسلطة والمال يتناحرون ويتبادلون الاتهامات من اجل مصالحهم الشخصية والحزبية مسؤولون يزدادون ثراءً وفقراء يتضورون جوعًا في حين كان يتوجب علينا قد هيأنا أنفسنا لاستقباله بخشوع وعبادة خالصة لله تعالى وليس لأشخاص وأحزاب وكتل تتبرقع باسم الإسلام زورا وبهتان سيما وان العراق لايحتمل اليوم فسادا ونزاعات .ان لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين ففيه بدا الوحي واول ما انزل من القران الكريم على النبي (ص) كان في ليلة القدر من هذا الشهر الفضيل. ان وما يقوم به البعض من أعمال لم تقتصر على خلق عداوات فيما بين أبناء الشعب الواحد وإيغال الصدور بالحقد والغل ضد من نختلف معه فكراً وسياسة ومذهباً وإنما وصلت درجة العداوة التي نكنها لبعضنا حد قتل الأنفس البريئة وإراقة الدم الحرام وسفكه في كل مكان يوميا وكأن من يقومون بهذا العمل الشنيع يتقربون به إلى الله ليمنحهم مقابله الحسنات ويدخلهم الجنة.. وقد ربما يعتقد من يقوم بمثل هذا الفعل المحرم شرعا والمجرم قانوناً وعرفاً أنه فعلاً يعبد الله بدماء الأبرياء نتيجة للتعبئة الخاطئة التي يتلقاها من أطراف محسوبين على الدين هدفهم العمل على تفرقة البلاد وزعزعة أمنها واستقرارها بفتاواهم التي يكيّفون لها النصوص الدينية بحسب أهوائهم لتكون معبّرة عن توجاهتهم الخاطئة وهي أطراف تجرد فكرها من كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية وأن نجعل من شهر رمضان
المبارك محطة لمراجعة أنفسنا وتغيير ما بداخلها من أحقاد وعداوات وبغضاء بل وتطهيرها مما علق فيها من أدران ليحل محلها المحبة والتسامح والصفح لأن مساحة العراق أكبر بكثير من مساحة الخلافات التي تكاد تعصف بالأخضر واليابس حيث جعلنا منها هي كل الوطن وكل الشعب ولهذا , ينبغى أن نجعل من شهر رمضان فرصة للتكافل , وللتراحم , وللأخذ بيد الفقراء , والأيتام حتى تستطيع أن نمسح دموع المحتاجين واليتامى , والمحرومين حتى تترسم البسمة على وجوههم وتغمر الفرحة قلوبهم . نسال الله أن يتقبل منا جميعًا صيامنا وقيامنا، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين وأن ينصر بهم دينه ويخذل بهم أعداءه، وأن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح وكل رمضان والجميع بالف خير وعافية وامن وامان واجر وثواب اللهم بلغنا شهر رمضان وأنت راض عنا يا ارحم الراحمين، اللهم وفقنا لصيامه وقيامه واجعلنا فيه من عتقائك من النار…