22 ديسمبر، 2024 10:07 ص

رمضان خلف سواتر القتال

رمضان خلف سواتر القتال

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ))، الشهر الفضيل والذي توصد فيه ابواب الشياطين، وتغل اعناقهم، فتتسابق الناس الى طاعة معبودها، بين صيام وقيام، وركوع وسجود، بطاعاتٍ شتى، ونوافل لأستغلال الشهر الكريم.
العبادات متعددة، فمنها الاذكار ومنها الافعال، وخير الافعال من كان شديدا طالبا فيه رضا الل.. تعالى، فالأجر على قدر المشقة، وخصوصا ان شهر رمضان لدينا يقع في ايام الصيف اللاهبة، والتي ترهق الانسان لو كان في يومه العادي فكيف لو كان صائما؟.
مناطق العراق الشمالية الغربية، والتي تقع تحت سيطرة الجماعات الارهابية المسلحة، والتي ترتكب افعال يندى لها جبين الانسانية، من النتانة والعهر، الامر الذي تستحي حتى عصابات المرتزقة في الدول الاخرى من فعله، المناطق التي سلبت وابيحت ممتلكاتها لجنسيات متعددة، وهتكت اعراضها، وخصوصا تلك التي كانت حاضنة لتلك الجماعات، وسببا في دخولها، وتسهيل امور التنقل لها، رمضان فيها وجه آخر.
الجيش العراقي والحشد الشعبي، الذين يخوضان حربا شرسة منذ عامين او اكثر، يمر عليهم شهر الل.. الفضيل، بحرارته وقساوته، وسط امدادات متواضعة، ربما تفتقد الى علبة الماء، في بعض مناطق التماس في الخط المباشر، فقيامهم هو قيام الرصاص في صدورهم، وسواتر تلتهب نيران عدو غاشم، وشمس لاهبة، ودروع ثقيلة، وسلاح اثقل، وملابس تعانق حرارة الشمس، فتصبح داكنة على اجسادهم. 
يؤدون صلاتهم، بين ازيز الرصاص، وعبادات تبتهج بها الملائكة، فهم يعيدون امجاد الطف، وبطولات من ينتسبون اليه، ويسيرون على خطاه، اذ يبدوا ان الموت الذي خط على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، قد خط على صدور هؤلاء القوم، وراح يستأنس في ارواحهم، المقولة التي اطلقها الامام الحسين”عليه السلام”، راحت تخط سطورها بأحمر الاعناق في مواضع السواتر، او تحت خطى التسابق، حين يعانقون الشهادة.
كل يوم يدق ناقوس الافطار في المناطق الامنة، ويدق ناقوس الرصاص خلف سواترهم، ويجب ان يعلم الغافل، ان خلف كل لقمة يتناولها الصائم، حياة شخص يدافع عن الارض والعرض والمال والدين، فيجب ان يكرموا بالدعاء والامنيات، مع كل نفس ولقمة افطار،رمضان ان كان فيك الخير، فالحشد الشعبي والجيش خير من الف شهر، وقبل التحية والسلام، اللهم احفظ حشدنا وجيشنا الكرام.