23 ديسمبر، 2024 9:17 م

رمضان أحلى.. وليخسأ الدواعش

رمضان أحلى.. وليخسأ الدواعش

ايها الشهر الكريم:  مع انك تطل على العراقيين هذا العام وهم يخوضون حرب جهاد كفائي مقدس لصد اشرس هجمة بربرية تستهدف وجودهم..مع انهم يحاربون على عدة جبهات متداخلة ومتشابكة..مع انهم يعانون ويقاسون مظلومية ازلية ، مع ذلك..ومع غيره فسيعززون جهادهم بصيامك وقيامك واحياء لياليك،فبمقدار ماتحمله من قداسة، وبمقدار ما تحويه من بركات، وبكل المعاني التي تشتمل عليها طقوسك وشعائرك.. نرحب، ونتطلع آملين نحن فقراء الوطن، ضحايا كل العهود والعصور.. وقود كل الظروف.. أدوات كل التيجان والعروش والفخامات والسعادات والمعالي والسمو.. نتطلع متدرعين بصبر صنع خصيصاً لاجلنا، لاعبين دوراً فصل على مقاسنا، محجّمين في زاوية مهملة اختارها الارباب لنا.. مسلحين بـ “عسى، ولعل، وليت” ان يلتفت الينا خلفاء الله على ارضه وظله الوارف ولو خلال ايامك القدسية.
اتدري ايها المقدس ان الجميع بانتظارك.. وأي انتظار؟!.
ينتظرك المتعطشون لدمائنا بعبواتهم واحزمتهم ومفخخاتهم وسيختارون الاسواق ساعة الافطار كعهدهم في كل عام.وهذا العام مستغلين انشغال القوات الامنية بتطهير مدن الموصل والفلوجة وتكريت وديالى من دنس داعش ومشتقاتها وحواظنها واعوانها.
تنتظرك وزارة الكهرباء لتضيفك الى اعذارها: الكهرباء قليلة لانها تدخر وتوفر لفطور الصيام وسحورهم. مع انهم سيفطرون ويتسحرون في حر لاهب وظلام دامس!.
وزارة التجارة ستبرر “نهيبة” المواد من المخازن والشاحنات بسبب انشغالها بتوفير حصة متميزة في رمضان فاستغل المفسدون الفرصة و “تفرهدت” حصة رمضان الدسمة مع ما تفرهد من المواد! .
وكلاء التموينية سيحلفون سبعين يمينا بانهم لم يستلموا شيئاً وهذه المواد كلها مستوردة وخاصة العدس والزيت! من مناشيء الاتحاد الاوربي وبالعملة الصعبة.
باعة الخضار والفواكه “عيدهم ويوم سعدهم” سيبيعون التمر خاصة بالسوق السوداء وسيحلفون انهم استوردوه من “السويد” باليورو.
باعة الثلج ..بحارة البنزين.. باعة الحلويات..والمرطبات
اصحاب المولدات سيجعلون رمضان للادامة والتصليح خاصة بعدما فرضت عليهم مجالس المحافظات تسعيرة جديدة .
موظفو الدوائر سيعطلون المعاملات وياويل من يعترض: “تعال بعد شهرين تره صايم وروحي طافرة”!.
اما المسؤولون السندباديون فسيجعلون شهر رمضان سفرا مفتوحا يجوبون فيه العالم ولا يعودون الا بعد عيد الفطر ،واما من نسيتهم وتناسيتهم.. وأمّا.. وأمّا.. وأمّا. المصيبة المتلتلة والطامة المجلجلة ان معظم هؤلاء “الدواعش” ان لم يكونوا كلهم والذين تحزموا بسبعين حزام كي يشعلوها ناراً وكل من موقعه سيحرصون على صيامك وقيامك وتراويحك وليالي قدرك!.
ومع ذلك كله.. كنا ونظل وسنبقى نتطلع لهلالك مشوقين وبك مرحبين.
فكم فيك من عبر وفرص لمراجعة النفس لمن اراد ان يتراجع ويصلح ويتعظ!.
رمضان احلى.. وليخسأ  الدواعش ،والمحتكرون، والانتهازيون، والجشعون، والمقصرون والمتقاعسون ،والمستغلون.