بسم الله الرحمن الرحيم (( ولله يسجد ما في السموات وما في الارض من دابة والملئكة وهم لا يستكبرون )) سورة النحل, الاية 49.
سئل امير المؤمنين (ع) عن معنى السجود فقال (( معناه منها خلقتني يعني من التراب , ورفع راسك من السجود معناه منها اخرجتني , والسجدة الثانية , واليها تعيدني , ورفع راسك من السجدة الثانية ومنها تخرجني تارة اخرى )) البحار 85, ص139.
وسئل عن السجود مرة اخرى فقال (( لايقرب من الله سبحانه الا كثرة السجود والركوع )) غرر الحكم .
وسئل ثالثة عن السجود فقال (ع) (( اني لاكره للرجل ان ترى جبهته جلحاء ليس فيها شيء من اثر السجود )) البحار 71 , ص345.
فكيف بمن كانت جبهته شاهد على جنته , وكيف بمن كانت عبارته شاهد على سريرته , وكيف بمن كان قصاصه شاهدا على مروءته .
وكيف بمن كان عدوه لا يستمكن منه الا في لحظة سجوده , وكيف بمن كان عدوه لاينتقص منه الا لطفه بالناس.
لقد سجدت معك الملائكة ولكنها فارقتك عندما تميزت عنها بالشهادة . ومضت معك الشهداء حتى تميزت عنها بباب دخولك, ورافقتك البلاغة حتى تميزت عنها ب(( فزت ورب الكعبة )) كانك كنت تنتظر الختم الالهي , التصديق الالهي الاخير , من رحلة اشق ما فيها انك أضحيت وحيد امرك .