18 ديسمبر، 2024 7:38 م

رمزيات التاج البريطاني على حساب الشعوب ، في وداع “آليزابيث”

رمزيات التاج البريطاني على حساب الشعوب ، في وداع “آليزابيث”

توفيت الملكة البريطانية الرمزية التي لاسلطة لها فيما عدا الشكل والتمجيد ، وستقام مراسم دفنها الرمزية كما سيتم التنصيب الرمزي للملك الذي ورثها ،
بريطانيا مغرقة في الرمزية من حيث الشكليات وعدم التأثير دستورا وملكة وسياسة دولية واستخباراتيا وتدخلا في شؤون العالم ، فبريطانبا وديعة ديموقراطية تدعم الحرية والاستقلال ونمو الشعوب وحرية الفكر والدين والتبعية،،
أما في الواقع العملي فبريطانيا احتلت كل دول العالم -الا عشرين منهم- بالحيلة والدهاء قبل العسكرية والتضحية والفداء ، ومازالت تحتل رمزيا 50 منهم يدينون لملكتها وتحتل فعليا 15 دولة منها يأتمرون بقوانينها ويتوجهون بسياستها ، أما خفية فان بريطانيا هي التي تدير الحروب واستغلال الشعوب ومركز الماسونية وصاحبة معاهدة سايكس بيكو لتقسيم العرب ومعاهدة لوزان وفرساي وسيفر لتحطيم تركيا الاسلامية ومعها الخلافة ، وجاسوسيا تحرك اغلب المؤامرات الدولية وتؤوي كل المناهضين للاسلام من الخارج او المشوهين له من الداخل ، وتفتح لهم قنوات فضائبة وتوفر لهم اغطية قانونية وتحرك بحرية ، وبريطانيا تحتكم على اكثر اموال الحكام العرب والمسلمين المهربة المسروقة من دماء شعوبهم ،وتشكل المأمن الاول لخونتهم وعملائهم والمساند الخفي لأفعالهم ، وهي التي زرعت اسرائيل في الشرق وهي التي خططت لغزو العراق مستخدمة قوة امريكا الغاشمة ، وحشدت اخوته العرب ضده ومن ثم انهيار كل منظومة الدفاع او المجابهة او المقاطعة او حتى الامل في صد ايران او اسرائيل عن الامة الاسلامية والعربية،
وكل هذا واكثر وبريطانيا وادعة رخية هادئة مستقرة لانها ليست في الواجهة ، وهي الوحيدة التي كانت عضوا في الاتحاد الاوربي لكن بقرارات وعملة وفيزا مستقلةعنه!. فهي ليست المنفذ لما يصادم العالم ويزعج الداخل المترف ، فمرة فرنسا تحمل القباحة ومرة امريكا تكون في التلميح او الصراحة وأخرى ابن سلمان او بن زايد او هذا او ذاك ممن يتصرفون بالوكالة ويحاربون بالوكالة ويهدمون بالوكالة ، وبريطانيا لاتصرخ ولاتهدد ولانتوعد ولاتتدخل ، فهمها اسعاد شعبها ، والمسكينة منشغلة باحتياجات مواطنيها ،
و اذن فقد ماتت الملكة الرمزية المعمرة ، وسيحل بدلها ملك رمزي بتاج يبدو رمزيا في مراسيمه وبعيدا عن سياسة الخارج في لطافته ولكن الملوك والرؤساء حول العالم ينكسون الاعلام ويعلنون الحداد ويرقبون بالعيون وينقلون لشعوبهم عبر الشاشات تنصيب الملك ووضع التاج المقدس النبيل الذي رموزه التي تشكّله وتكونه متنوعة ومتعددة مابين الياقوتة الحمراء المسروقة من تاج الأمير “أبي سعيد الأنصاري” من ملوك غرناطة والذي قتله “بيدرو” ملك اشبيلية غدراً بعد إستضافته، ثم اخذها إخو بيدرو الخائن بعد ان تمرد عليه وخانه ايضا مستعينا ب “إدوارد وودستوك” الانكليزي الذي قدم المساعدة العسكرية بشرط الحصول على الياقوتة الحمراء فاستحوذ عليها واستقرت في تاج المملكة البريطانية “الطاهر”.
ومابين ماسة كوهينور التي سرقت من تاج السلطان المغولي المسلم “جيهان سلطان” بعد ان وصلت للهند فاستولت عليها بريطانيا أثر قتل ملك البنجاب و إحـتلال الهند عام 1849 وعندما عجزت الهند عن استردادها اثر مطالبات استمرت قرنين اضطرت للتنازل عنها رسميا قبل عقد . ومابين ماسة كولنيان التي يسمونها درة التاج البريطاني وهي من منجم في دولة جنوب افريقيا حفرته بريطانيا باستعباد الافريقيين وتسخيرهم حتى دفن فيه المئات احياء ليظفروا للملكة بجوهرة تاجها.
فتعزيتنا في الملكة الوديعة. وتحيا بريطانيا الداعمة للحريات المؤيدة لاستقلال الشعوب المناصرة لحرية الاديان ، وعاش تاجها المرصع بالنزاهة والشرف ،،، والجواهر الحلال.