18 ديسمبر، 2024 9:34 م

ركود الفكر وسكون التفكير

ركود الفكر وسكون التفكير

يقول المفكر الفرنسي اتييان دولابواسييه في كتابه ” العبودية الاختيارية ” ( عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحريه وتتواءم مع الاستبداد ويظهر فيه ما يمكن ان نسميه ‘ المواطن المستقر ‘
في ايامنا هذه يعيش المواطن من هذا النوع عالم خاص به وتنحصر اهتماماته في امور يمكن اجمالها بنشاطات محدوه لاتغادر تفكيره الضيق المتهادن مع الاستبداد
وتنحصر اجمالا في امور محدده مثلا في
الدين لقمة العيش كرة قدم او غيرها من الالعاب الرياضيه.

……الدين في مثل تلك الحاله عند هكذا المواطن هو ان
لاعلاقة له بالحق والباطل كتصرف ..نعم قد ينحاز للحق قولا لافعلا ….انما مجرد ممارسه للطقوس الدينيه التي وجد ابائه عليها او مجتمعه او بيئته والاهتمال بالشكل والصوره التي يؤدي بها هذه الطقوس قد لاينطبق احيانا او غالبا مع السلوك .. فالذين يمارسون الكذب والنفاق والرشوة يوميا والتي اصبحت هذه الممارسات ادوات حياتهم اليوميه …..تجدهم يحسون بالذنب فقط اذا فاتتهم اوقات احدى الصلوات او عدم تواجدهم في المسجد عند تأديتها وهذه كارثه ..قد يصعب ايجاد حلول لها بزمن قليل …حيث ان ركون تفكيرهيم يحتاج الى صدمه كي يفيقوا من سباتهم
كذلك نرى هذا المواطن لا يدافع عن دينه الا اذا تأكد أنه لن يصيبه أذى من ذلك.. والا تجده غير معني مما يجري حوله مادام لايصيبه ضرر مباشر . فقد يتظاهر ضد الدانمارك عندما تنشر رسوما مسيئة للرسول صل الله عليه واله وسلم لكنه و يتظاهر على الاعتقالات وكبت الحريات في دول مجاوره لبلده …في حين لا يفتح فمه بكلمة مهما بلغ عدد المعتقلين في بلاده ظلما وعدد الذين ماتوا من التعذيب او مصادرة حريات شعب بلده بالكامل
……..اما مايخص
لقمة العيش وكيفية الحصول عليها فهي صفه مميزه من صفات هكذا مواطن..متعايش مع الاستبداد
هكذا نموذج من الناس نراه لايفكر غالبا او اطلاقا بحقوقه السياسية و يعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتى يكبروا.. فيزوج البنات ويجد عمل الى أولاد……بعدها يفكر بالحج إلى بيت الله استعدادا لنهاية حياته مأملا النفس بحسن الختام
بخصوص كرة القدم، او الرياضه اجمالا فيجد هكذا نوع من المواطن تعويضا له عن أشياء حرم منها في حياته اليوميه
في هكذا مجال ينسى همومه ويعيش اللحظه …..متصورا انه حققت له العدالة التي فقدها.. فخلال شوطي المباراة يجد ان الذي يجري منتهى العداله التي يحلم بها وان هذه اللعبه تخضع لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع
………اذن

هكذا نوعيه من االناس هم العائق الحقيقي امام كل تقدم ممكن… ولن يتحقق التغيير الا عندما يخرج هؤلاء من عالمهم الضيق.. ويتأكدون ان ثمن السكوت على الاستبداد أفدح بكثير من عواقب الثورة ضده ………….لذلك نجد الكثير من الاحزاب التي تسيطر على مقاليد الحكم بالدول التي فيها احزاب متأسلمه ..تنظر لهكذا مواطن من هذا النوع ..نظره ارقام ويتسابقون لكسب ودهم لانهم عباره عن امعات وقواعد انتخابيه يسيرونهم حسب اهوائهم ….وللاسف ما اكثرهم في وطني