كل شيء في العراق عرضة للبيع, زمن كنا نعض على أصابعنا نحتمل الويلات, لنحافظ على كرامتنا, نبيع أغراضنا ونؤجل أمنياتنا, نأكل قوت السنة القادمة مع أفراد مجتمعنا, غايتنا لم تبرر الوسيلة حتى لو كانت نبيلة ووسائلنا من جنسها, لم تستغل عواطف ومشاعر الناس وطيبة قلوبهم. المواقع والمناصب وأصوات الناخبين والضمائر والشرف كل شيء للبيع, تفقد الصواب والمسؤولية. جميع شعوب الأرض تختلف المسؤولية وتجتمع الأهداف لتصل الى الغايات, كلٌ يتحمل المسؤولية في الفعل والكلام, تتناسب معها طردياً إلتزام ودقة, الحكومات مفسرة تنفذ القوانين, مخلفتها من أبشع الجرائم وأقسمت اليمين المحافظة على الدستور وصيانة حقوق الشعب, تصنف المخالفة حنث باليمين وخيانة عظمى, الأردن تسمى خطاب الملك ( خطاب العرش) وتصريحة نص دستوري, تطور السياسة كان للرؤساء والملوك مستشارين في القانون والسياسة والاقتصاد والأمن لتجنب الهفوات, الرأي العام الداخلي والعالمي يفسر الخطاب على الجِد, أيّ خطأ لفظي اوفعلي لرئيس السلطة التنفيذية تتحمل الحكومة والشعب وزره, رئيس مجلس الوزراء يتحدث بسياق لا يختلف عن خطاباته السابقة بصفته الشخصية الإنفعالية وردود الفعل, سرعان ما تجده على القنوات حين المساس به شخصياً, لا يشبه تفاعله مع الأحداث الأمنية والخدمية, أخرين من أعضاءالبرلمان سيوف مشرعة للدفاع عن أخطاء الحكومة بدل صفتهم الرقابية, لهم مواقف تدافع عن فشل الحكومة وتشريعات تنتزع شيء من الصلاحيات المركزية وحلم الولاية الثالثة, خطابات وتصريحات تفقد الأطر القانونية, توحي أخطاء ونوايا خلفياتها مبطنة, لصلاحيات تتجاوز الدستور والإختصاص, أخرها طلبة الإنسحاب من دورة الخليج بعد سنوات عزلة العراق, بعيد عن الإختصاص وإستقلالية الرياضة, وواقع البصرة المأساوي بشبابها العاطلين, تلك المدينة الغنية لم تنتفع من البترودولار كونها تصدر 70% من نفط العراق, أوجه السؤال للبصري وإبن الجنوب المدن الأغنى في العراق كيف أصبحت تلك المدن طاردة لسكانها؟
الملف الأمني في حادثة فريدة دون وزراء منذ الولاية الثانية, بينما الشعوب أهم ما تعني به الأمن وتسليح نفسها بالخبرات والقادة, أنفق خلال هذه السنوات ما يقارب 20 مليار على قوى الأمن إضافة الى صفقات السلاح, أكبر جيوش العالم تعداداً يقارب مليون ونصف, برتبة فريق ركن أكثر من 500 وألوية وعمداء ومراتب أخرى, من الغريب تصرح المالكي إن المنطقة الخضراء مخترقة وجميع القوى العسكرية عاجزة عن إقتحام منزل, وهنا لابد أن يفكر بقائد ميداني يضع خطة للأقتحام, كان ذلك الرجل أبنه!! ويقول إنه ( ركب سيارته لإقتحام المنزل)
الحديث من الظاهر سطحي لا يمتلك العمق في القيادة يدل على فشل الجيش الجرار والشكل والإهانة للرتب العكسرية وإعداده لوراثة الحكم, كما تنطلق الأنظمة الدكتاتورية لهذا الترويج, محكوم ببقاء القائد الحريص الوحيد على أمن وسيادة الدولة, ولذلك الأمانة الوطنية تورث للأبناء الحاملين لصفات الأباء, والشعب حياته معلقة به لا بديل ولا شريك له, تعقم النساء بوجوده, خطابات متدنية المستوى السياسي والفكري تهزأ بعقول البسطاء لإستخدامهم سلم الغايات تتجاوز الأعراف الدستورية والإختصاص, حيث لم يعرف إنه تدرب في كلية عسكرية او خدم (المكلفية), الشعب ينتظر متى يركب سيارته السوداء المصفحة يطارد بها الإرهاب والفساد الذي أصبح في المنطقة الخضراء المحصنة, ولا يسكنها الاّ المقربون مَن باعوا كل شيء لأجل الفوز بالمغانم, فما بالك في أحيائنا البسيطة, وحياتنا المرهونة بقرار من الإرهاب.