17 نوفمبر، 2024 10:36 م
Search
Close this search box.

ركب (خلق) الملائكة بعقل بدون شهوة وركب البشر بعقل وشهوة وركب الحيوان بشهوة بدون عقل

ركب (خلق) الملائكة بعقل بدون شهوة وركب البشر بعقل وشهوة وركب الحيوان بشهوة بدون عقل

تنسب هذه الحكمة البليغة الى الامام علي [ع] ؛ دعونا نستعرض الماضي والحاضر لتطبيق هذه الحكمة على الانسان وتصرفاته ولنبدأ من بدايات التاريخ الاسلامي لنرى نتائج الصراع وتبعاته وتأثيراته على الامة ماضيها وحاضرها. فقد قتل في معركة صفين مابين اربعين الى ثمانين الفا من المسلمين حسب بعض الروايات وأستمرت لاكثر من ستة شهور بين كر وفر , وكنتيجة لتغلب شهوة الحكم لدى معاوية مما دفعته الى نزاعه الدموي مع الامام علي [ع] وهو يعرف أحقية الامام وأنتخابه المباشر من قبل عموم المسلمين فنجدهنا تغلب شهوة الحكم على العقل؛بينما نرى على الطرف الاخر تخلى الامام الحسن[ع] عن خلافته حفاظا على دماء المسلمين ووحدتهم على الرغم من أفضليته على معاوية وأنتخابه بعد وفاة أبيه الامام علي ؛نجد في هذه الحالة تغلب العقل على الشهوة.
لنتابع قصة أخر خليفة عباسي ,المستعصم بالله الذي جمع أموال المسلمين وحولها الى سبائك ذهبية و ترك ثغور الدولة الاسلامية عرضة للغزاة والطامعين والمتربصين بها وقام بتسريح الجند لتقليص النفقات مما شجع هولاكو بمهاجمة بغداد بجيش جرار ليهزم الخليفة وجنده القلائل ويقضي على الدولة العباسية . ذهب صاغرا الى هولاكو ليقدم له رشوة عبارة عن صناديق مملؤة بالذهب , نظر اليه هولاكو بأحتقار وركل الصناديق بقدمه وقال له كان الاجدر بك أن تستخدم هذه السبائك الذهبية وتصرفها على جندك لتدافع عن خلافتك ثم قام بقتله وأولاده الثلاثة شر قتلة. أستباح هو لاكو بغداد وقتل معظم سكانها ودمرها تدميرا , وهنا تغلبت شهوة المال على العقل .
في عصرنا الحاضر تسلط على مصائر الشعوب العربية حكام وملوك مثل صدام والقذافي ومن لف لفهم من السلاطين والامراء. فبعد أن حرق صدام الاخضر واليابس في العراق الجريح , راح يستعرض عضلاته على جيرانه فبدأ بأيران وأنتهى بالكويت وعندما حاصرته قوات التحالف وطلبت منه مغادرة العراق رفض لأنه وضع نفسه وعائلته فوق مصالح العراق والعراقيين وكانت النتيجة تدمير العراق , وانتهى في حفرة حقيرة وبلحية قذرة يملئها القمل. والآن القذافي حكيم المجانين [مسيلمة الكذاب ] الجديد, وبعد أن أضاع ثروات الشعب الليبي في حروب ومؤمرات عبثية ووزعها على المرتزقة والمداحين وشعراء البلاط ؛ وأعاد الشعب الليبي الى الوراء عشرات السنين وبعد أن دفع الجزية وهو صاغر الى الدول الغربية لترضا عليه ليبقى في ألحكم ؛أنتهى محشورا في أنابيب ألصرف ألصحي.
أنتفض الشعب الليبي عليه مطالبا بحريته وكرامته وحقه في العيش الكريم ؛ تنمر عليهم وأخذ يقصفهم بالطائرات والدبابات ويدعي أن الشعب يحبه بينما يصف الشعب الليبي بالجرذان والحشاشين . ترى في كلا المثالين أعلاه سيطرة وتغلب شهوة السلطة والمال على العقل والمنطق.
تلاحظ تغلب شهوة السلطة والمال على حكام السعودية ودول الخليج واضحة حيث يستخدمون المال ومصادر الثروة التي وهبها الله الى شعوب هذه المنطقة في أشباع غرائزهم الحيوانية  والجنسية على حساب شعوبهم التي تعاني غالبيتها من الفقر والبطالة وحرمانها من أبسط حقوق الانسان في الانتخاب وحرية التعبير والعيش الكريم ؛ بينما تتملأ بنوك امريكا واوربا بمئات المليارات من الدولارت لحساب حفنة من الشيوخ الجهلة لايعرفون كيف يتصرفون بها سوى أشباع رغباتهم الشاذة والسادية . ألا ترى معي أننا أبتلينا بمجموعة من الحكام أسوء من الدواب في أفعالهم وتصرفاتهم.
بينما على الطرف الاخر نرى رجالا غلبوا عقولهم على شهواتهم مثل غاندي ونيلسون
منديلا والزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ؛ فالأول عاش عيشة بسيطة يخيط ملابسه بيده ويمشي حافيا مع الفقراء من شعبه مدافعا  عن حقوقهم في الحرية والاستقلال والعيش الكريم والمساواة وقد مات شهيدا دفاعا عن الحق والحرية بينما الثاني وقف ضد الميز العنصري مدافعا عن شعبه في حقه بالمساواة والحرية والعدل وقضى معظم حياته في السجن من اجل أستقلال شعبه من نير العبودية والذل؛ أما مؤسس الجمهورية العراقية عبد الكريم فقد ناضل طيلة حكمه دفاعا عن الفقراء ولقبوه بنصير الفقراء ولازا ل العراقيون يتذكرون منجازاته من أجل شعبه من الفقراء والمضطهدين ؛ وقد عاش وهو لايمتلك بيتا ولاسيارة وكان يستعمل سيارة عسكرية وعندما أستشهد وجد في جيبه دينارا وربع الدينار وعندما تم حساب آخر مرتب له وجد مدينا بتسعة دنانير بعد أستقطاع أيجار بيته ومصاريف أكله الشهريه وهذه المعلومات موجودة في المتحف العسكري, هؤلاء الرجال العظام غلبوا العقل على الشهوة.
في أوروبا وأمريكا يتبرع الاثرياء بنصف ممتلكاتها التي تقدر بمئات المليارات ومنهم[ مستر بيل غيت} رئيس مؤسسة مايكروسوفت الى الفقراء والجمعيات الخيرية في كافة أنحاء العالم وهم لازالوا أحياء بينما اثرياؤنا يتبرعون بأموالهم الى الغانيات ويصرفونها على موائد القمار كملك الاردن وامراء السعودية والخليج ؛ بينما تمتلأ ارضنا العربية الاسلامية بملايين الفقراء والمساكين وأكثرهم يعيشون في القبور والكهوف وفي بيوت الصفيح وفي العراء؛ حيث تتغلب عند هؤلاء المتخمين الشهوة على العقل.
يستطيع أيا منا أن يقيم نفسه بناءا على هذه الحكمة البالغة التي قالها أمام البلاغة على نفسه ليرى أين يقع منها.

أحدث المقالات