18 ديسمبر، 2024 6:46 م

رقية بنت الحسين بين الحقيقة والخيال؟

رقية بنت الحسين بين الحقيقة والخيال؟

في الكثير من الابحاث والمصادر التاريخية وعلى مر الدهور والازمان لم تخلوا المصادر التاريخية من تحريف وتزوير وتزييف في النقل وهنالك حقائق نعيشها ونتعايش معها ولا يمكنانكارها

لكن ما يثير الجدل هو شكل هذه الحقيقة ما اذا كانت وهم ام واقع ومن بين تلك الحقائق التي تخفى على الكثير هو وجود بنت للأمام الحسين بأسم -رقية- ووجود مرقد لها في الشام ولابد انيخضع هذا الامر للتحقيق والبحث وقد استعنت ببعض الدراسات التي اشارت اشارات واضحة الى هذه القضية، لكن حاولت ان اغوص اوسع واعمق في هذا البحث.

فلم تذكر المصادر التأريخية المعتبرة لدى الشيعة الأمامية ان هناك بنت للأمام الحسين تدعى رقية

بل ذكرت ابنتين فقط هما (سكينة وفاطمة) وذكر بعظهم وجود بنتاً ثالثة اسمها (زينب)وحتى العلامة المجلسي في بحار الانوار في الجزء ٤٥ في الصفحة ٣٢٩ ذكر ذلك، والمحدث الجليلصاحب كتاب مفاتيح الجنان الشيخ عباس القمي لم يشير الى وجود اسم بنت تدعى رقية لدى الامام الحسين.

وذكر ابن طلحة في كتاب مطالب السؤول (ص٧٣) وحتى في موسوعة الامام الحسين

في (ج١ في ص٢٢٤)

ذكر ان عدد ابناء الامام الحسين هم عشر ابناء

ستة ذكور واربع اناث ولم يشر الى اسم رقية في هذا المبحث وانما ذكر اسماء (سكينة_ وفاطمة_وزينب)

وقد نقل صاحب كتاب كشف الغمة هذا الامر كذلك من كتاب ابن طلحة،

وفي حدود ما نبحث عنه في هذا الأمر فإن الشخص الوحيد الذي ذكر للإمام الحسين عليه

السلام أسماء أربع بنات هو النسابة المعروف في القرن السادس ابن فندق البيهقي (المتوفّى 565هـ)

حيث أورد في كتابه لباب الأنساب أسماء بناته كالتالي : 1 . فاطمة، ُامها ُام إسحاق بنت طلحة.

2 . سكينة، امها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي. 3 . زينب – ماتت صغيرة – ُامها شهربانو بنت

يزدجرد.

4 . ُام كلثوم – ماتت صغيرة – ُامها شهربانو بنت يزدجرد.

وكما لاحظنا فأنه لم يتم ذكر اسم رقية اطلاقاً خلال الاحصاء لبنات الامام (ع).

وأما النقل الآخر الذي يشير إلى اسم رقية، فهو ما جاء في بعض نسخ كتاب الملهوف من أن الإمام

الحسين عليه السلام قد قال لأهل بيته

يا ُأختاه، يا ُأم كلثوم وأنت يا زينب َوأنت يا رقية، وأنت يا فاطمة، وأنت يارباب ُانظرن واسمعن كلامي هذا إذا أنا قتلت فلا تشقن علي جيباً ولا تخمشن خداً.

ويمكن القول بشأن هذه الرواية

: أولا ً : إن هذا النص لا يوجد في الكثير من نسخ الملهوف.

ثانيا ً : لا توجد في الرواية المذكورة إشارة إلى أن رقية المذكورة هي ابنة الإمام عليه السلام .

ثالثا: من المحتمل أن يكون المخاط َب بهذا الكلام هي رقية بنت الإمام علي عليه السلام ، وزوجة مسلم بن عقيل ؛

لأن أولاد مسلم كانوا يرافقون الإمام، ومن محتمل قوي جذا ً حضور زوجته أيضا ً في كربلاء.

هنالك الكثير من الاسئلة التي قد تتبادر في الاذهان حول حقيقة المرقد الذي في الشام لرقية ابنة الامام الحسين

تظهر الدراسات أن اول كتاب ذكر حادثة استشهاد طفلة في الشام هو كتاب كامل بهائي بالفارسية

(لعمادالدين الطبري )المتوفى حوالي (700هـ) وترجمة ما ذكره : هو القصة المعروفة حول الاتيان بسبايا كربلاء الى قصر يزيد في الشام وعن الطفلة التي بقيت تبكي لرؤية ابها الحسينوكانت هناك طفلة

صغيرة عمرها كان أربع سنوات ، استيقظت ذات ليلة من نومها وسألت: أين أبي الحسين ؛ فقد رأيته في المنام في هذه الساعة وقد بدا عليه الاضطراب الشديد؟!

فأجهشت النساء والأطفال بالبكاء ، وارتفع العويل والبكاء ، وكان يزيد نائما ً فاستيقظ من النوم، وسأل عن ذلك، فأخبروه بما حدث، فأمر اللعين في الحال أن يؤخذ رأس أبيها ويوضع إلىجانبها ، فأتى الملاعين بالرأس ووضعوه إلى جانب تلك الفتاة التي تبلغ من العمر اربع سنوات فسألت ما هذا فقالوا رأس ابيك فخافت الطفلة وصرخت وتألمت ولم تبقى الا ايام وفاضتروحها.

وهذا النص يختلف في بعض الجهات عما اشتهر بشأن وفاة السيدة رقية ؛ ذلك لأن اسم البنت لم يحدد في هذا النص، وذكر أن عمرها كان أربع سنوات لا ثلاث، واعتبر موضع وفاتها بيتيزيد لا الخربة ، وذكر أن وفاتها كانت بعد بضعة أيام من رؤية رأس الإمام الحسين عليه السلام لا عند رؤيته.

اما الرواية الاخرى

_تعود أول وثيقة وصلت بشأن المرقد الحالي لرقية ابنة الحسين، إلى القرن العاشر الهجري ، وما ذكره محمد بن أبي طالب الحائري الكركي )كان حيا

(ً في 955هـ) في كتاب تسلية المجالس :

لقد شاهدت ُ في بلدة دمشق الشام شرقي مسجدها الأعظم خربة ً – كانت فيما تقدم مسجدا ً – مكتوب على صخرة عتبة بابها أسماء النبي وآله والأئمة الاثني عشر عليهم السلام ،

وبعدهم: هذا قبر السيدة ملكة بنت الحسين عليه السلام ابن أميرالمؤمنين.

وايضاً في الرواية الاخرى

ذكر الشبلنجي في القرن الثالث عشر في كتاب نور الأبصار ولهذا المرقد قائلا ً:

وقد أخبرني بعض الشوام ان للسيدة رقية بنت الإمام علي كرم الله وجهه ضريحا ًبدمشق الشام ، وأن جدران قبرها كانت قد تعبت ، فأرادوا إخراجها منه لتجديده فلم يتجاسر أحد أن ينزلهمن الهيبة ، فحضر شخص من أهل البيت يدعى السيد ابن مرتضى ، فنزل في قبرها ، ووضع عليها ثوبا ًلفها فيه وأخرجها ، فإذا هي بنت صغيرة دون البلوغ ، وقد ذكرت ذلك لبعضالأفاضل فحدثني به ناقلا ً عن أشياخه .

1وقدنصت هذه الرواية على ان رقية بنت علي عليه السلام صاحبة المرقد ، وهي أول رواية أشارت إلى

موضوع تعيب القبر

واكدت اغلب الروايات المعتمدة ان رقية المقصودة والموجودة في هذا المرقد هو لرقية ابنة الامام علي ابن ابي طالب وزوجة مسلمٍ ابن عقيل

مع اختلاف المسميات من مصدر الى اخر