قبل ان أتعرف عليه وحين كنت لم ازل بعد شابا شغوفا بقراءة الأدب قرأت له روايته الاولى النهر والرماد التي صدرت عام 1973 ثم روايته الثانية المقبرة الصادرة عام 1979 لاستمر بمتابعة كل مايكتبه المبدع القاص والروائي محمد شاكر السبع حتى روايته اغنية الصياد الماهر الصادرة عام 2001.وكنت في السبعينات معجبا ومأخوذا في التحقيقات الصحفية الرائعة التي كان ينشرها في مجلة الف باء والتي يتفرد بمهارة كتابتها وكأنه يكتب قصة قصيرة ليكون السبع من افضل كتاب التحقيقات الصحفية في تاريخ الصحافة العراقية وتعلم منه وتتلمذ على يديه العديد من الصحفيين على مر الاجيالولم تحن لي الفرصة بالتعرف عليه عن قرب الا بعد سنوات طويلة بعد ان عاد من مدريد حيث كان يعمل في المركز الثقافي العراقي في اسبانيا ثم كان اللقاء الأقرب بداية التسعينيات حيث عملنا معنا في قسم واحد في جريدة الجمهورية والتي شغل فيها موقع معاون مدير التحرير فأصبحت علاقة عمل وصداقة وزمالة يومية إلى جانب الأوقات التي كنت التقيه فيها في اتحاد الادباءوأذكر مرة قال لي مازحا غير اسمك يا سعدي لايمكن ان يكون في الجريدة والصحافة سبعان فأجبته حاضر عزيزي ابو ندى سأطلق على نفسي السبع الصغير فأنت المعلم والكبير دائماً.قبل مغادرته العراق كنت أجده مهموما كاظما حزنه بشمم واباء ليظل سبعا وصيادا مبدعا وحاكيا بلا شتاء وسط ثلوج ساخنة قائدا مقطورته الإبداعية نحو حقول بيضاءوبعد سنوات من سفره كنت أجد الحيرة بالإجابة على اسئلة الاصدقاء في بغداد عن اخباره التي انقطعت عنا وهو في غربته في البلاد البعيدة لنصبح اليوم على اخبار مؤسفه عن تدهور صحته ورقوده دون حراك في السرير حيث رثاه الانسان الرائع عيسى حسن الياسريابو ندى الصديق والزميل العزيز هل نقول وداعا مرة اخرى بعد ان غدونا نتحمل عبء خسائرنا اليومية بفقدان أحبة وأصدقاء ونحن في نعيش في بلد لايحب ولايحتضن مبدعيه بل يهجرهم ويبعدهم إلى أقصى المنافي ليحتفل بالجهلة والقتلة والنكرات.الذكر الطيب للمبدع الكبير محمد شاكر السبع الذي سيرحل وهو بعيد عنا وداع ايضا لتبقى بسمته وضحكته وحكايات سخريته ماثلة في ما تبقى من اعمارنا