18 ديسمبر، 2024 10:42 م

الأمل والخوف وسيلتان تجعلان الإنسان يتمسك بالحياة، فالخوف يحميه من التهلكة وما يسبب له الأذى ويدفعه بعيدًا عن المخاطر، وهذا مايصح أن نسميه السلامة أولاً، ولكن حينما نستجيب لرقم خاطئ يستغل حاجتنا للخوف لحماية أنفسنا ليتحكم بنا من خلاله، ويجعل الخوف معطلًا لحياتنا ليتحول إلى وهم ووسواس قلق، وإذا هربنا من تجار الخوف إلى الأمل لتستمر حياتنا متعلقين بالغد باحثين عن السبل والفرص لنحقق الاستقرار والإنجاز، تضيئ دربنا شمعة الأمل ونحن منهمكين في حياتنا وتقلبات الظروف مصرين على الوصول لغد مشرق يبرز لنا، منتهزين الفرص زارعين الوهم من جديد ليعكروا صفو الحياة ويجعلوا من الأمل كابوسًا يجثو على الصدر. تجار الخوف والأمل يستغلون حاجة الإنسان لهم ليصيروهم لمصالحهم حسب مايحقق منافعهم تحت اسم الدين تارة، وتحت اسم المرشدين تارة أخرى. ولهم عناوين وأسماء مختلفة وطرق متنوعة لاستغلال الإنسان. لذلك انتبه من أن تتجاوب مع الرقم الخطأ، وتجعل من وسائل حمايتك واستقرارك وهمًا وخدعة. فلا تجيب على من يستغل الدين لزرع الكراهية والتفرقة والترهيب، ولا تجيب على من يزرع اليأس في قلبك، ولا تجيب على من يجعلك وسيلة لتحقيق أهدافه، واحذر التجاوب مع المتصل الخطأ الذي يستغل حاجتك لزيادة دخلك ونظرتك المستقبلية في تطوير حياتك المعيشية ليوهمك بفرص تكون مصيدة تنقض على مدخراتك وتبدد أحلامك وتدخلك في ضغوط مالية أنت في غنى عنها. تجنب التفاعل مع خطوط الاتصال الكاذبة التي قد تنخدع بمظهرها ولباقتها وتجدها العصى السحرية لحل مشاكلك النفسية والأسرية، وعنوانهم الحقيقي دجالون تختلف الوسائل والطرق والمسميات، تحايل نصب دجل استغلال والفريسة واحدة.
احذر أن تكون أنت الفريسة.