22 ديسمبر، 2024 7:25 م

رفكة الشحماني والغريباوي

رفكة الشحماني والغريباوي

كان ابو كاطع هو عريف الحفل في العيد الاربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وراحت الجماهير تسوق الدلال على الرجل فمرة تطلب منه الحكايات واخرى تطلب اناشيد الاممية وثالثة وعلى غير العادة طلب منه احد الشباب الغناء وصرخ باعلى صوته: (غني ابو كاطع غني)، تلعثم الكاتب الكبير واحرج امام هذا الطلب الخطير، ولكنه عيد تأسيس الحزب ولابد من تلبية طلبات الجماهير، انا لم اغنِّ امام اثنين انا ثالثهم، فكيف لي والغناء امام هذه الجماهير الغفيرة من الكهول الى النساء الى الشباب والفلاحين والعمال والموظفين والعرب والكرد، هكذا كان يحدث نفسه حتى اهتدى الى حكاية، ولكن بقي الصوت المرتفع ( غني ابو كاطع غني) فالحكايات يسيرة ولاتستحق العناء، فيرد ابو كاطع كيف تكون الحكايات يسيرة، ترونها صغيرة لكنها مثل بيضة ابو الزعر، حيث يحكى ان البطة مرت على ابي الزعر فحسدته على بيضته التي بحجم حبة الباقلاء، فقال لها ابو الزعر : هاي التشوفينها ازغيره مناه لمن ابيضها ايصيرن عيوني ارباع ارباع، واردف ابو كاطع: ذيج السنة ترافكوا شحماني وغريباوي، ونزلوا بمضيف، وكت الغدا جابولهم خبز ودهن، كام الغريباوي يثلم اللكمه ويخلي منها وجه واحد على الدهن.. والشحماني يجلب اللكمه وجهين على ماعون الدهن، ومره ثالثه يكرف الدهن باللكمه، وجان يلزم ايده الغريباوي ويكله: ( آنه وانته خطار كلمن يثلم لكمته ويغمسها وجه واحد، باعتبارنه اولاد حوا وآدم، انوب كمت تجلبها وجهين، هم كلنه ميخالف باعتبارك من كرايب محمد الياسين شيخ مياح، هاي الكرفه الثالثه شيسمونها بالخير).

والآن نحن امام (الكرفه الثالثه والرابعه) التي لا ادري مايسمونها، هي سمت نفسها انتخابات، ونحن حائرون هل هي انتخابات فعلا ام انها (كرفه من كرفات الشحماني)، وقديما كانوا يقولون: الرفيق قبل الطريق، حيث اهتم العرب بالرفقة لان الرفقة هي التي تكشف معادن الناس، فتكتشف بعد سفرة ورحلة بسيطة انك اخطأت حين اخترت رفقة فلان اوفلان، وربما تكتشف انك اخترت الصواب برفقته، ولذا على الانسان ان يكون دقيقا باختيار المسافرين معه فالرفيق يعرف برفيقه، وربما حين يطول الطريق وتبدأ المشكلات بالظهور ستبدأ تتعرف على جلية الامر، وتكتشف مالم تكتشفه في بداية الطريق، وانت يا ابو كاطع هل تستطيع ان تفعل في المستقبل القريب مافعله الغريباوي حين امسك بيد الشحماني وهو من اقارب محمد الياسين ليمنعه من ان يكرف الدهن ثلاث كرفات، فان استطعت ان تفعل هذا فهي رفقة ناجحة، اما اذا تراجعت للخلف فقد يضيع عليك الدهن والخبز معا، وانت تعرف انك لاتأكل مع العميان، وان حسبت انهم عميان، فقد تجعلهم المناصب من المبصرين، نتمنى ان تكون البيضة اكبر من بيضة ابو الزعر، وكذلك نتمنى ان تكون الكرفة الثالثة اقل وطأة من الكرفتين السابقتين، وان لايضطر احد ان يغني بعد ابو كاطع.