18 ديسمبر، 2024 9:20 م

رفقاً بالفقراء أيها اللاعبون والمتلاعبون بكرامة الناس وحزنهم

رفقاً بالفقراء أيها اللاعبون والمتلاعبون بكرامة الناس وحزنهم

إذا أردتُ أن تساعدَ أخاً أو صديقاً أو جاراً أو معوزاً أو فقيراً .. فعليك قبل كل شيء أن تحتفظ بكرامته وعزة نفسه ومكانته في المجتمع .. والفقر ليس عيباً بل هو قدرٌ من الله قسمه على بني البشر فمنهم الفقير ومنهم الغني .. وما يؤسف عليه أن القنوات الفضائية العراقية وبدافعٍ إعلاني ترويجي لها ، تسابقت في إذلال الفقراء والمعوقين واليتامى والأرامل في العراق .. وإلا مامعنى أن أغلب هذه القنوات تعرض برنامجاً يومياً في رمضان لتوزيع بضعة كيلوات من العدس والرز وأحياناً طباخ صيني وفي أحسن الأحوال مبلغ من المال لايكفي لأيام معدودات .. يرافقه كشف وجوه هؤلاء المساكين والتركيز على عوقهم أو وجوههم أو بكائهم أو غرفهم أو بيوتهم ! .. ولابد من الإعتراف أن هناك بعض المنظمات التي تقوم بتقديم تلك المساعدات بصدق لكنها لاتعلن عن نفسها وتعمل بصمت وفروسية ونبل حفاظاً على كرامة الفقراء .. ألا يخجل شيوخ عشائر هؤلاء الفقراء وأقربائهم من تحويلهم الى اعلانات للقنوات الفضائية ؟ أين شهامة أهلنا في العراق كي يضعوا حداً لهذه المؤامرة الخطيرة التي بدأت تستفحل وتحول أبناء العراق الى أسرى ولاجئين وشحاذين داخل بلدهم .. ماهو دور الحكومة ومجالس المحافظات ووزارات معينة ومعنية بهذا الأمر تُخفي رؤوسها أمام إنتشار جيوش من المروجين لهذه القنوات ومنها قنوات غنائية ! ( تصوروا ) .. الصدق أن نقدم هذه المساعدات بلا تطبيل وإخراج وموسيقى وعرض وإعادة عرض .. ألا يكفي الفقراء همهم وحزنهم ثم يأتيهم البعض كي يزيد ألمهم وحسرتهم ؟ من يرضى لنفسه أو لأخته أو قريبته أو من عشيرته هذا القانون المخجل لإطعام الفقراء والصعود بوساطة دموعهم ومرضهم للتنافس على إحراز لقب القناة الأكثر ترويجاً .. رفقاً بالفقراء أيها اللاعبون والمتلاعبون بكرامة الناس وحزنهم .