23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

رفقاً بالأطباء يا أولي الألباب

رفقاً بالأطباء يا أولي الألباب

تعرضت هذه الشريحة المهمة  للظلم والحيف جراء السياسات الخاطئة ابان النظام السابق والحالي والمتتبع لظروف هذه الشريحة التي استفادت منها الدول العظمى قبل بلدهم العراق يرى مدى تخلف الجهات الحاكمة في بلدنا بفقدان هذه الطاقات الجبارة فمنذ عهد النظام السابق كان الطبيب العراقي يتقاضى مبلغ 3 الاف دينار مقارنة بالدول الجارة يعتبر لاشيء  إضافة الى زج هذه العقول في جبهات القتال لمعالجة الجرحى في حروب لم يجني منها البلد سوى الخراب والدمار مما اضطر اغلب الأطباء الى مغادرة العراق ابان فترة الثمانينات واستقرت في دول أوربا وأمريكا وآخر حصيلة بلغت 4 الاف طبيب في انكلترا و4 ألاف طبيب عراقي في كندا وكذلك نفس العدد في باقي دول اوربا ودول الخليج وعندما استبشرت هذه الشريحة خيراً بعد سقوط صدام وأملهم في العودة وخدمة بلدهم تفاجئوا بقيام جهات لانعرف مصدرها بقتل وتهجير ما تبقى لدينا من الأطباء والكفاءات  فلقد بلغ مقتل الأطباء في الفترة الأخيرة الى 4900 طبيب وتهجير اكثر من 7000 طبيب ولجؤهم  الى دول الجوار واربيل خصوصا  واكثر من 1700 طبيب تم تهجيرهم من عيادتهم وانتقالهم الى أماكن أخرى لأسباب  طائفية  مقيتة وبين هذا وذاك خرج عليهم ارهاب من نوع جديد وهو الفصل العشائري دفع الديه وهو اخضاع الطبيب الى محاسبة عشائرية في حال عدم اعادة الحياة للمصاب او المريض الذي يخضع لعملية جراحية وفي حال وفاة المريض او المصاب اثناء انفجار يتحمل الطبيب دفع الدية لعائلة المريض والا سوف يتعرض”  للكوامة ” وهو مصطلح عشائري بات يتداول في الفترة الاخيرة في ظل غياب القانون ويعني بانك مذنب ويجب ان تأتي وتأخذ عطوة اي الهدنة لفترة محددة وبعد ذلك يجب دفع الديه وهي مبالغ نقدية عاليه يدفعها والا سوف تتعرض للقتل من قبل افراد العشيرة الاخرى وكما تعرفون فان شريحة الاطباء هم شريحة مسالمة وانسانية يقوم بدفع هذا المبلغ بدون سبب يذكر مجرد لانه لم يستطع ايقاف  القضاء والقدر المكتوب على هذا المريض ، وبات الطبيب العراقي يعاني الامرين جراء السياسات التعسفية من قبل الارهاب والاعراف الاجتماعية الطارئة على قيم واصول عشائرنا ، فمن واجب الحكومة هو تشريع قوانين خاصة بهذه الشريحة وهو قانون حماية الاطباء يتكون من مجموعة من الخبراء في هذا الاختصاص هم الذين يقرون من هو المذنب جراء هذه الاتهامات التي تقذف ضدهم وبنفس الوقت جعل تسعيرة ثابته لاجرة الفحص على المريض في العيادات الخاصة وفي ختام حديثنا اننا لا ننزه جميع الأطباء لأنهم بشر حالهم حال الشرائح الاخرى   التي تتأثر بطبيعة التغييرات الاجتماعية والسياسية ولكن وجودهم يعتبر رحمة للفقراء .