ان الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس , هذا ماتعتقد به الميكافيليه , ودائما ماتبرر مقولة الغاية تبرر الوسيلة , معاوية بن ابو سفيان قد سبق مكيافيلي بقرون عديدة واستعملها افضل استعمال في معركة صفين حين علم ان حياته اصبحت مهددة وان الامام علي (ع) سيكسب المعركة , لجأ الى خديعة رفع المصاحف لكي يتعاطف معه المسلمين ولكي تضيع حقيقة الصراع . ونجح معاوية في ذلك مستعيناً بالداهية عمرو بن العاص , ومن بعده بسنين نجح العباسين بحشد المسلمين حولهم حين طالبوا بالثأر لآل البيت , وهم من قتل آل البيت , وذلك لغرض الحصول على السلطة
واليوم تستعين القوى السياسية بما فعله معاوية ولكن تحت شعار الطائفة والدفاع عن الطائفة ورموزها , ليس حباً بالدين ولكن من اجل السيطرة على المجتمع . والشعارات كثيرة , مظلومية الطائفة , واهانة رموز الطائفة وتهميش الطائفة واغتصاب الطائفة وما الى ذلك من شعارات تكسب تعاطف الانسان العراقي البسيط , كلا الطائفتين الكبيرتين , كلاهما يستعملون نفس الاسلوب , فمازال معاوية والعباسين بيننا كلاهما يعزفان على نفس النغمة الدينية الطائفية المقيته , لكي تضيع عيوبهم وحتى ينشغل الناس عنهم
عيوب الكتل الحاكمة كثيرة , ارهاب وسرقة وفساد , وكلما يحدث خطب كبيراعادوا الى اسطوانتهم المشروخة وهي التحزب للطائفة والتمسك بها باعتبارها ملاذهم الوحيد , وازمة العيساوي افضل واقرب مثال , اين كان العيساوي عندما اعتقل شباب التحرير وعذبوا , اين كان العيساوي حين كانت الجماهير تعاني من عدم توفر الكهرباء , اين كان حين كانوا ومايزالوا الشباب يبحثون عن فرصة عمل , أين كان هو حين كان الهاشمي تصدر بحقه كل يوم عقوبة الاعدام , اين كان حين تعرضن السجينات العراقيات للتعذيب والاغتصاب ,أين كان حين قصفقت حدود العراق من قبل تركيا وحين قطعت تركيا وايران المياه عن العراق , الم يكن في الحكومة ويشغل منصب سيادي فيها !! اين هو من كل مايحدث من فساد وسرقة , لماذا الان حين تعرضت حمايته للاعتقال ومن بعدها سيأتي الدور عليه ؟ هل عندما تعرضت مصلحته الشخصية للخطر راح يعزف على وتر الطائفية؟ ام هي صحوة متأخرة واذاكانت صحوة لماذا لايخرج من الحكومة فهي حكومة مليشيات مثلما قال في احدى خطاباته !! لماذا لايخرج هو وقائمته العراقية ,لأن غالبية اعضاء العراقية لايثقون بحكومة المالكي فلماذا متمسكين انتم بالسلطة !! هل من جواب مقنع
كنا نتمنى ان تخرج مظاهرات ترفع شعار الوطن والمواطنة لا ان ترفع شعار الطائفية , كنا نتمنى ان تتوحد القوى الوطنية وترص صفوفها خدمة للشعب العراقي لا من اجل طائفة او قومية دون اخرى , كنا نتمنى ان نسمع هتافات ان عبدالزهرة هو اخا لعبد الملك , كان بودنا ومازلنا ان لاتفرقنا الاسماء ولا الهويات , كنا نريد ان نصرخ عاليا اننا عراقييون , جميعنا عراقييون وهذا وطن الجميع , كنا ومازلنا نحلم بوطن سعيد يحضن ابنائه جميعا لا فرق بين مواطن واخر الا بالوطنية وحبه للوطن , ولكن دائما ما تخيب امالنا وتحزننا صرخات الطائفيين
نحن كنا بانتظار ان نجتمع تحت نصب الحرية في ساحة التحرير وسط العزيزة بغداد , بغداد الغارقة في حزنها كما هي الان غارقة في مياه الامطار ومياه المجاري , ونردد عاش الوطن , عاش الشعب , عاش العراق , لا والف لا للطائفية , لا للفساد والفاسدين
هاهي حقيقة النخب المنتخبة في غفلة من الزمن , لايهما الشعب بل كل ما يهما هو اثارت الفتنة فهي من تبقيهم بالسلطة, وهنا نؤكد ان فشل القوى الوطنية التقدمية في الوصول الى مجلس النواب , يشبه هزيمة الامام علي امام معاوية , فالامام علي لايستعمل اسلوب الخديعة فهو اجل من ذلك بكثير , وكذلك فعلت وتفعل القوى الوطنية والتقدمية فهي لاتريد ان تستعمل الخديعة بكسب الجماهير في ظل المد الطائفي التي خلقه الاحتلال ورعتها الكتل الحاكمة الان في العراق , انه لشرف كبير للقوى الوطنية التقدمية بعدم انجرارها خلف الفتنة الطائفية
نحن نقول لكل الشرفاء , نحن بفترة مظلمة يغييب فيها الحس الوطني والارادة الوطنية , ماعلينا الا العمل بجد ومثابرة لكي نعيد للعراق وجهه الناصع الوجه المثقف الواعي الوجه الوطني , النبي محمد (ص) قال (الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها ) واليوم نحن نلعن الطائفيون لأنهم حريصين على ايقاضها دوماً
ونقولها بصراحة مازال معاوية يرفع المصاحف بيننا ومازال العباسين يطلبون الثأر