22 ديسمبر، 2024 11:45 م

رفع الحظر عن ملاعب العراق

رفع الحظر عن ملاعب العراق

ليس غريبا ان تصدح الحناجر المحبة العاشقة للوطن، تصدح منادية باستحقاق ذلك الوطن، تتغنى بانشودة مفادها ان ارض العراق صالحة للكرة العالمية، وان العراق تعافى وعاد بقوة، وهو ينتظر باشتياق ماسكا ألوانه، متلهفا لرسم لوحة الفرح التي طال انتظارها.
العراق بلد الجراحات الدامية، وما لصاحب الجراح الا تضميدها، حين فرض الحظر على ملاعبنا، كانت بدايته عام 1984 بسبب الحروب، واستمرت بلاد اعراس الدم والمؤامرات تلتف من حولها، واستمرت اعادة معزوفة الحظر، فمنعت ملاعبنا من احتضان الكرة بمبررات سوء الاوضاع الامنية، وعدم الاستقرار، والهجمات الارهابية، وما يصاحبها من سوء التنظيم، لسنوات عدّة.

فتحت ابواب النجاح للرياضة العراقية، ولكرتها تحديدا، برعاية من وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان، الذي عمل جاهدا للنهوض بالملاعب العراقية للوصول بها الى مستوى الطموح، فكان الميدان الشغل الشاغل لإبن تيار الحكمة الوطني، فالميدانية صفة ومبدأ من مبادئ تياره الذي رباه فأحسن.

سعى عبطان لخلق فرص من التكافؤ بين ملاعب العراق والملاعب الدولية، وفعلا تكللت جهود وزير الشباب والرياضة، بإنشاء ستة ملاعب دولية، مطابقة لمواصفات الاتحاد الاوربي، وكان قطاف ذلك الإنجاز برفع الحظر عن الملاعب جزئيا، فكان العرس الكربلائي، البصري، والاربيلي قد اطرب الافاق.

بعد انتصارات العراق في دحر الارهاب وتلقينه الدروس، وما الى هذه الانتصارات من متممات، سترى دول العالم ان العراق مازال محطا للأنظار، والصور المهولة التي نقلت عن الخراب والدمار ستتلاشى، مما سيفتح الافاق للشركات العالمية لفتح ابواب الاستثمار وهذا سينعكس طرديا على الوضع الامني، ومن اتجاهين؛ الاول: ان هذه الشركات العالمية لها تأثير كبير على الدول التي تدعم الإرهاب، فمصالحها تقتضي بقاء الاوضاءع مستتبة، والثاني: ان في تحسين دخل الفرد سيغلق الابواب امام ضعاف النفوس، الذين تستهويهم الماديات، وبحجة الفقر فيلتحقون بصناع الدمار، ممهدين لهم الطريق، مقابل فتات من متاع الدنيا.

آن الاوان لرفع الحظر عن ملاعب العراق كليا، لتأخذ الرياضة مساحتها في هذه المرحلة المفصلية، آن الاوان ان تتغير فكرة رسمت في اذهان دول العالم عن بلاد الموت، فبلاد الرافدين صلبة شامخة، عصية على المارقين.

لنحمل راية العراق، او نلفها حول الاعناق، وننقل صورة مشرفة عن عراق جديد نهض توا من مخاضات عسيرة، وليكن عناق الاساطير لنخيل البصرة، فاتحة لرفع الحظر الكلي عن الملاعب العراقية المشتاقة للبطولات واستضافتها.