لم يتبق على لقاء وزير الشباب و الرياضة عبد الحسين عبطان رفقة رئيس اتحاد الكرة عبد الخالق مسعود و الرئيس الأسبق للاتحاد حسين سعيد، برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني فانتينو سوى ايام قليلة، بهدف مناقشة رفع الحظر الظالم عن الملاعب العراقية، و تحقيق حلم الجماهير العاشقة للساحرة المستديرة ، الا ان الملف العراقي لازال غامضاً و تتعامل معه المؤسسة الحكومية بنوع من السرية او يكاد يكون ( سري للغاية) ، حيث لم تعمل الوزارة و اتحاد الكرة على طرح الملف لوسائل الاعلام لمعرفة فحواه و مضمونه و مناقشته في مؤتمر صحفي موسع او جلسة تشاورية ، و تنبيه من سيذهب الى زيورخ لبعض الفقرات و نهل المقترحات من المختصين و الاعلاميين ، والتي حتماً ستخدم هذه الزيارة المهمة بالنسبة للعراقيين جميعاً ، دون الاعتماد على بعض الاستشارات الضعيفة من أناسٍ لا ينظرون ابعد من جدران مكاتبهم او من يطلقون على أنفسهم زوراً و بهتاناً بموسوعة الرياضة العراقية و العارفين بكل حيثياتها و تفاصيلها الدقيقة ، لا نعلم ان التعامل بسرية مع الملف كان بقصد او بدونه الا اننا يتوجب علينا التنبيه و تذكير المسؤولين بقوة الاعلام و الصحافة الرياضية العارفة بكل خبايا الرياضة العراقية بشكل عام و كرة القدم على وجه الخصوص ، و اهمية ان تكون المؤسسات الاعلامية و الصحفية الوطنية خير شريك و داعم للوفد المفاوض الذي سبق ان التقى بالرئيس السابق لفيفا جوزيف بلاتر و عاد بسلة من الوعود و التصريحات الاعلامية التي لم تطبق على ارض الواقع العراقي المربك و غير المستقر ، فالتعامل بواقعية مفرطة و مستفيضة مع ملف الحظر و اشراك المعنيين في الاسناد و المتابعة و الترويج و الدعم ، افضل من إطلاق التصريحات المغروسة بالحبر الوردي و التي تتلاشى و يتم تناسيها بعد ايام قليلة من العودة الى ارض الوطن و يبقى الحال على ما هو عليه لسنوات طويلة، و لا ننجح في السير نصف خطوة باتجاه رفع الحظر، وما يدعونا للاستغراب اكثر ، عدم وجود اسم رئيس اللجنة الاولمبية العراقية و عضو المجلس الاولمبي الاسيوي رعد حمودي ضمن الوفد المغادر الى سويسرا ، على الرغم من الصفة المعنوية و التاريخية الكبيرة التي يتمتع بها حمودي برغم ملاحظاتنا على عمل الاولمبية ، الا ان قوة تأثيره الدولي تكاد تكون اكثر تأثيراً من موظف الوزارة في اربيل حسين سعيد ،الذي سبق ان تواجد في مصدر القرار الكروي في زمن النظام السابق لأكثر من عقد و نيف من الزمن ، و ما بعد التغيير لسنوات عدة، و لم يحرك ساكناً في هذا الاتجاه ، و هل باستطاعته حالياً فك طلاسم هذا الملف الشائك ، في ظل حاجتنا لكل نفس نظيف و وطني حريص على سمعة الكرة العراقية .
لا أدعو للتشاؤم و الإحباط بقدر دعوتي الى التأني و التعامل مع القضية برجاحة العقل و بآفاق واسعة غير ضيقة ، و جعل الاعلام حليفاً لمن سيتواجد في مقر فيفا، و تنظيم الوزارة حملة اعلامية وطنية توازي هذه الزيارة و حجم الملف العراقي لنقل رسائل صادقة عن عشقنا المجنون بالكرة العراقية و منتخباتها التي غابت عن ملاعبنا لزمن طويل ، و قد يكون الوقت المعلن للزيارة هو الانسب في ظل انتصارات قواتنا الأمنية و حشدنا المقدس المتواصلة على الزمر الإرهابية و تحرير الارض من دنس الارهاب ، وان العراق و العراقيين يقاتلون نيابة عن العالم اجمع و علينا استغلال هذه الميزة لصالحنا ، و ما يمكن ان يحققه رفع الحظر من استقرار اقتصادي و أمني و نتائج طيبة لمنتخباتنا الكروية و يجعل المجال الرياضي اكثر جمالاً و متعة من السابق ، لأننا شعب يحب الحياة و يبغض الشر و الاشرار وأساليبهم الخبيثة ، و اخر دعوانا ان يوفق الوفد في مسعاه و يعود لنا ببشائر مفرحة و ملزمة التطبيق ، والله من وراء القصد