18 ديسمبر، 2024 9:53 م

رفضُ وجود او ايجاد دولة فلسطينية .!

رفضُ وجود او ايجاد دولة فلسطينية .!

 منذ أن طالبت وكرّرت معظم دول العالم وعلى رأسها او رؤوسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا , بإيجاد حلّ الدولتين , ما أن تتوقّف الحرب في غزة , وركّزَ بعض قادة هذه الدول ان يكون الشروع في انبعاث هذا ” الحل ” في اليوم الثاني لوقف الحرب , ويصاحبُ ذلك زخمٌ اعلامي بهذا الشأن ” طالما يُعاد ويتكرر على اعلى المستويات , وإذ فوجئ واطّلع الرأي العام العالمي او كافة دول العالم بقرارٍ من الكنيست الأسرائيلي ” يوم امس ” برفضٍ قاطعٍ لإيجاد دولة فلسطينية ” غرب الأردن ” ويعني ذلك الضفة الغربية زائداً القطّاع , وحيث الصمت الإسرائيلي ” طوال الشهور الطويلة ” تجاه وأمام الدعوات الغربية لحلّ الدولتين , فهو يرسم علائم استفهامٍ خاصّة وغريبة الشكل والتصميم , قد يتناولوها الباحثون والصحافة العالمية في وقتٍ لاحق ازاء سخونة القصف الصهيوني المجنون على المدنيين الفلسطينيين والأبرياء في الجنوب اللبناني ,

  نؤشّر اوّلاً أنّ القرار الأسرائيلي المفاجئ او المباغت , الذي يتحدّى الإرادة الدولية , فلا بدّ أن يحمل في طيّاته انعكاساتٍ سيكولوجية لفشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على حركة حماس طوال تسعة شهورٍ ونيف في بقعة ورقعة جغرافية صغيرة الحجم , بجانب تمادي الخلافات الداخلية بين اعضاء حكومة نتنياهو , وكذلك بعض جنرالات مجلس الحرب ” الذي حلّهٌ نتنياهو ” مضافا لموقف احزاب المعارضة الأسرائيلية المتناغم مع الشارع الأسرائيلي وتظاهراته الإحتجاجية ضد رئيس وزرائهم , كما أنّ ما يُعمّق ويعزز اندلاع الخلافات الداخلية في الأوساط الإسرائيلية , هو عدم القدرة وافتقادها لإستيعاب واحتواء  أن تتسدد نحوهم الصواريخ والدرونز من الجنوب ” الحوثيون ” ومن الجنوب اللبناني , وحتى من الشرق عبر فصائل عراقية تدكّ في العمق , ولعلّ هذه المنغّصات الحادة والمدببة التي تنغرز في الجسد الأسرائيلي من جهاتٍ متعددة ومتباينة , قد ساهمت وأثّرت في درجة وحالة الإنفعال البائنة في التسرّع المفترض في اتخاذ قرار الكنيست برفض وجود دولة فلسطينية .. في ذات السياق وأبعاده النفسية والسياسية , فإنّ قيادات واعضاء الكتل الحزبية في هذا الكنيست , لم يتحسّبوا مبكراً لإفرازاتٍ ستنبعث لاحقاً ” في ايّ وقت ” لتسخين الأوضاع في الضفة الغربية وتكثيف حركة المقاومة المسلحة ضد هذا القرار , وبما يسبب ارباكاً للجيش الإسرائيلي ولعوامل الأقتصاد الحربي ومديات التذمر في جنود وضباط الأحتياط الذين يشكّلون نواة او العمود الفقري للجيش الأسرائيلي . اعضاء الكنيست وبأغلبيتهم الساحقة الذين شرّعوا لشرعنة هذا القرار , لم يأخذوا في حساباتهم ” القصيرة الأمد ” الإنعكاسات العكسية لذلك على السلطة الفلسطينية ” ابو مازن ” واحتمالات قلعها واستبدالها بقياداتٍ ثوريةٍ قد وربما تدعو الى الإنخراط المتجدد في سياسة وفلسفة الكفاح المسلّح , وربما على كافة الجبهات القريبة والبعيدة  , ربما .!