تتباين الآراء، وقد تتناقض في بعض الأحيان، تبعاً لإختلاف زوايا النظر، وكما يقال: فإن ثمة كأسٍ نصفه فارغ، والنصف الآخر ممتلئ، وكذلك وفق إختلاف الرؤى، تبعاً لإختلاف المصالح، والنزوات! فالعديد ممن تناولوا، قضية تقييم عام 2014، كانوا يحدقون في النصف الفارغ من الكأس، فصوروا الحوادث المؤسفة، وقدموها كواجهة لذلك العام!
بدأ عام 2014، بإنعقاد مؤتمر جنيف2، بشأن النزاع في سورية والمنطقة، وكان يُخشى من نتائج ذلك المؤتمر؛ في أن ينجم عنها إلتفاف على الحكومة السورية، وبالتالي تتمكن المعارضة، والتي عامتها من الجماعات الإرهابية؛ من تسيد الموقف السياسي، والأمني، والعسكري! وما سيرافق ذلك الحدث من مخاطر، لم يُكتب لسيناريوهاتها أن تتجسد.
كانت هنالك مخاوف، من إندلاع حرب عالمية ثالثة، إمتداداً للحرب التي كادت أن تندلع، عند حافة المحيط الأطلسي، بين الصين واليابان، على أثر نزاعهما، على جزر (ستكاكو، وديايو) أما في الأوضاع الصحية العالمية؛ فقد كان ثمة خشية، من إنتقال وباء الأيبولا الى نيجيريا المكتضة بالسكان، والأكثر تداخلا مع غرب أفريقيا.
فيما يخص الوضع العراقي، ثمة أحداث مفرحة أبرزها؛ ما حصل في منتصف العام 2014، فقد شهد الشارع العراقي، إجراء الانتخابات البرلمانية، وسط مخاوف من التجديد لولاية ثالثة، للحكومة التي كانت المسبب، لمعظم المصائب التي مر بها البلد، بيد أن التغيير الذي حملت رايته، المرجعية الدينية، والقيادات السياسية الشريفة، أتى بأكله.
من الأمور المؤسفة في العام المنصرم؛ تمدد تنظيم داعش الإرهابي في العراق، وإنهيار المنظومة الأمنية في عدة مدن؛ في المنطقة الغربية، والشمالية الغربية، وفي محافظة ديالى، وشمال بابل، وتنامي المخاوف من سقوط بغداد، وحدوث بعض المجازر، كمجزرة سبايكر، على يد تلك المجاميع الإرهابية، والذي أحدث هلعاً كبيراً في الأوساط الشعبية!
بالرغم من ذلك، فإن تجربة الحشد الشعبي، الناجمة عن فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية؛ أعادت الطمأنينة الى الشعب العراقي، وخلقت حالة متقدمة من المناعة، ضد الخوف والرعب، وعززت قيم المقاومة والممانعة، وبالفعل تم تحرير الكثير من المناطق، التي كانت ترزح تحت وطأة الإرهاب، ووحدت الشعب العراقي، الذي كان منقسماً سياسياً!