لاتزال حالة التجاذب بين القوى السياسية العراقية مستمرة على الرغم من تشکيل الحکومة برئاسة عادل عبدالمهدي، ومع إن هناك الکثير من القيل والقال والاختلاف والتباين في وجهات النظر والاراء المطروحة بشأن هذه الحکومة وإحتمال أن لاتکمل الاربعة أعوام وإستبدالها بأخرى، فإن الاطراف التابعة للنظام الايراني لاتکف عن رفع عقيرتها والتأکيد على إنه لايمکن أن يتم أي شئ خارج نطاق مصلحة النظام الايراني وخطوطه الحمر”المشبوهة”.
مع وجود أقوال وإحتمالات من إنه وفي حال لم تستمر حکومة عبدالمهدي، فإن هناك ثمة إحتمال بأن يعود حيدر العبادي والذي لايبدو إن النظام الايراني ينظر له بعين الرضا والقبول لکونه لم يتمادى کسلفه نوري المالکي في تقديم ولاء الطاعة ولم يجعل العراق کله مائدة مفتوحة أمامه، ومن هنا، فإن التصريح الاخير لرئيس کتلة بدر النيابية، حسن شاکر الکعبي والذي أکد فيه حرفيا بأن:” بدر لن توافق على تولي العبادي رئاسة الوزراء مجددا احتراما للرغبة الايرانية، وهذا مجرد حلم لدى العبادي ، ولن نسمح بعودته لأنه لم يقدم شيئا للشعب العراقي”، وعندما نرى بأن الکعبي قد قدم الرغبة الايرانية على مصلحة الشعب العراقي وإرادته الوطنية، فإن ذلك يوضح حقيقة إنتماء کتلة بدر وولائها.
لايوجد بلد في العالم کله يضع مصالح دولة أخرى فوق مصالح شبعه ويقدمه عليها ماعدا البلدان الخاضعة لإحتلال وغير المستقلة، وإن هذا التصريح المرفوض جملة وتفصيلا، يعتبر عاديا في العراق في حين إن نشر کاريکاتيرا عن أحد رموز النظام الايراني أو أي موقف لايتفق مع مصالح وإعتبارات النظام الايراني تقوم ضده القيامة، وهذا مايدل وبصورة أکثر من واضحة بأن النظام الايراني وعن طريق عملائه وأتباعه في العراق يعمل على فرض إرادته ورغباته فوق إرادة الشعب العراقي وقواه الوطنية بل وليس بغريب أبدا إعتبار إرادة الشعب العراقي بمثابة تآمر أمريکي ـ إسرائيلي ضد جبهة المقاومة المزعومة التي تقوم بتسليم جثث الجنود الاسرائيليين علنا ومن دون خجل!
عندما تم التحذير من خطر نفوذ النظام الايراني وإعتباره أخطر من القنبلة الذرية التي يسعى النظام الايراني لصنعها مائة مرة کما قالت زعيمة المعارضة الايرانية عام 2004، فإن ذلك التحذير کان يحمل درجة عالية جدا من المصداقية، ولاسيما بعد أن أثبتته الاحداث والتطورات اللاحقة وبينت مقدار الاضرار الفادحة التي أصاب العراق والشعب العراقي بسبب من هذا النفوذ السرطاني الذي يمتص دماء أبناء الشعب العراقي، وکيف لا والرئيس الايراني يتفاخر بأن العراق يعين نظامه في التصدي للعقوبات الامريکية ومواجهتها، وبين العار والمهزلة نجد أفضل وصف لهذا الامر!