20 ديسمبر، 2024 11:07 ص

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
طالت يد الموت الصدامية، الديانات الربانية المحيطة بحملته الإيمانية المقحمة؛ إذ لم يرعَ ذمة لمسيحي ولا صابئي ولا كردي ولا تركماني ولا يزيدي، مثلما سحق المسلمين والعرب.
أعدم الطاغية المقبور صدام حسين، رجلا مسالما يؤمن بعراقيته، إملت عليه الإنتماء للحزب الشيوعي العراقي، سبيلا لإنتشال الشعب من مخالب البعث الديكتاتوري.. بؤرة الدم التي تصنع المجرمين.
رعد بولص ميخو، شاب مسيحي في الثانية والعشرين من عمره، ولد العام 1962  وإستشهد في العام 1984  بتهمة الشيوعية، لم يتخطَ في الدراسة، السادس ابتدائي، لم يتزوج.
 
(1)
إنتمى للحزب وهو غض في عنفوان إقباله على الحياة، حاسما شؤون وجوده كافة، بهذا الاختيار الوطني العظيم، مواليا الوطن دون نفسه، التي دغمها بحب العراق وفناها بالتماهي مع الرافدين!
لذا أخلص حد الموت شهيدا في سبيل قناعاته الفكرية المتوهجة، وحين إعتقل، بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي، إنتساب عززه بالعمل الجاد المخلص.
 
(2)
وقف مخلصا لرجولته أولا ولمبادئه ثانية وللشعب العراقي ثالثا وللحزب الشيوعي رابعا، واجه الجيش المتقدم لإعتقاله، وقاتل بإخلاص من دون ان يطاله أحد منهم..
رجل واحد، تزحف كتيبة جيش وليست مفرزة شرطة لإعتقاله؛ فأي رجل هذا!؟ إنه المؤمن الحقيقي.. برصانة واثقة مما تتجلى فيه.. دينا مسيحيا خالصا لله وماركسية حزبية متماهية مع الوطن.
 
(3)
إستشهد قتيل جيش لم يتمكن منه بيسر، فعاش في ذاكرة الشرفاء، بعد مواجهته الجيش، منتقلا الى الأبدية الخالدة، على أمل أن يرى وطنا حرا وشعبا سعيدا.
إكتفى بما أحرز من مجد، يهين الجيش العراقي الذي إرتضى تلك المهمة المهينة؛ فبدلا من ان يحمي الشعب يعتقله! ويلاحق أسرته، يهجرها حيثما حطت الرحال، ويحاصرها بالنبذ الاجتماعي أنى حاولت ان تستوطن، بل لم يقبل ذووه في الدوائر ولم يجد أطفالهم مدارس تقبلهم!
هذا هو الطاغية المقبور صدام حسين، وتلك هي حملته الايمانية التي يدعيها زورا وبهتانا.. لم يراعِ وشيجة الايمان الجامعة، بين إسلام صدام ومسيحية رعد.
بل لوث معه حتى الجيش بما لا يليق بأخلاق الفرسان!

أحدث المقالات

أحدث المقالات