بقدر ما حاز التجمع الضخم للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية الذي أقيم في التاسع من تموز الجاري في باريس على إعجاب مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية و تمت الإشادة به على ماحققه من نجاح مذهل، فإنه وفي الجانب الآخر أثار قدرا کبيرا من الرعب و الخوف و القلق في داخل الاوساط الحاکمة في طهران، وإننا نعتقد بأن طهران لم تتلقى هکذا صفعة سياسية مٶلمة منذ أعوام عديدة، ويبدو إن منظمة مجاهدي خلق قد عقدت العزم على أن تعيد النظام الى الوضع الحرج الذي کان عليه أيام کان يواجه جيش التحرير الوطني الايراني.
الهلع الذي دب في طهران على أثر التجمع الاخير و الذي کان أشبه بإجماع إيراني ـ عربي ـ إسلامي ـ عالمي بإدانة مخططات هذا النظام و إعتباره خطرا على الجميع، أحرج النظام أکثر من اللازم و لم يبق عليه شيئا يستره، ولذلك فليس بغريب عليه أن يبادر الى رد فعله البائس المثير للشفقة بإستدعاء السفير الفرنسي في طهران تقديم إحتجاج له على ذلك التجمع، والذي يثير السخرية و الاستهزاء إن طهران بتصرفها المستهجن هذا تتناسى بأنها تحتج ضد النظام السياسي الفرنسي المبني على أساس الحرية و الديمقراطية، وهو مايبين مدى حالة التخبط لدى هذا النظام الذي يشعر بالخوف و الهلع عندما تتم مواجهته بنتائج أعماله و ممارساته المعادية للشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم کله.
التجمع السنوي الضخم الذي شهد حضورا عربيا مميزا و مٶثرا جسد رفضا عربيا مبينا لمخططات و ممارسات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و عزم راسخ على التعاون و التکاتف مع منظمة مجاهدي خلق من أجل مواجهة شر و عدوانية المخططات المشبوهة لهذا النظام و عدم إتاحة المجال له کما کان الامر معه طوال الاعوام السابقة، وإن حالة التناغم و التقارب و التعاون هذه أصابت طهران بحالة من الذهول بحيث أفقدتها قدرة و إمکانية المبادرة ولذلك فإنها لجأت الى أساليبها و طرقها الملتوية و الابتزازية على أمل أن تمتص زخم و قوة التأثير الذي ترکه هذا التجمع على النظام.
ردود الفعل المتسمة بالخوف و الذعر من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على الآثار و النتائج و التداعيات القوية للتجمع السنوي للتضامن مع الشعب و المقاومة الايرانية، بينت و فضحت مرة أخرى الموقف الهش لهذا النظام و من إنه وفيما لو واجه حملة و جبهة و تحرکات جدية و مٶثرة ضده، فإنه أضعف من أن يقوى على مواجتها و سيعود الى حجمه العادي و يضطر الى اللجوء للدفاع السلبي عن وجوده، وإن تجمع 9 تموز2016، لم يوجه له فقط لطمة أفقدته صوابه فقط وانما أيضا أعادت الى الاذهان الحقيقة التي طالما أکدت عليها زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي من إن هذا النظام لايفقه غير لغة القوة و الحزم و الاصرار.