أنت تريد رضا الله سبحانه وتعالى وأنا كذلك وهو أيضاً فجميعنا نبحث عن هذا الرضا الذي فيه سعادة الدنيا والجنان في الآخرة : السؤال الذي يطرح نفسه كيف نحصل على هذا الرضا ؟؟ وكيف يكون هو راضٍ عنا وهذا هو الهدف الاسمى ؟؟
غاية الخلق يبينها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) اي خلق الخلق من أجل عبادته وهذه العبادة توصلنا الى هذا الرضا الذي نبحث عنه جميعنا ، ولكن كيف نعبد الله سبحانه وتعالى ؟ هل كل إنسان يعبد بطريقته الخاصة ام هناك طريق أرادنا الله سبحانه وتعالى ان نعبده من خلال ؟؟ قال الله سبحانه وتعالى ( إن الدين عند الله الإسلام) اي يجب ان تكون العبادة وفق تعاليم الدين الإسلامي ولا يمكن لأي إنسان يريد رضا الله سبحانه وتعالى أن يترك تعاليم هذا الدين ويسلك طريق آخر يعتقد انه يوصله الى رضا الله سبحانه وتعالى لأن العبودية الإتباع ، وحتى الإسلام كدين لا يمكن أن يدخله الإنسان من أين يشاء بل أحاطه الله سبحانه وتعالى بسور عظيم وجعل بوابته الولاية أي إمامة أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائه الأحد عشر سلام الله عليهم أجمعين ، إذ أنزل الله سبحانه وتعالى قبل بيعة الغدير ( يا ايها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ، إن الله لا يهدي القوم الكافرين) أي قرن الولاية بالإسلام : لا توجد ولاية لا يوجد إسلام : ، أي يا رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا لم تبلغ بولاية أمير المؤمنين عليه السلام كأنك يا رسول الله (صلى الله عليه واله) لم تبلغ برسالة الإسلام ، وبعد الغدير والتبليغ بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ البيعة له من المسلمين قاطبةً نزلت آية إكمال الدين ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) أي لا يمكن أن نحصل على رضا الله سبحانه وتعالى أو رضا الله سبحانه وتعالى بأن يكون لنا الإسلام كدين نتعبد به إليه حتى نحقق غاية الخلق التي خلقنا الله من أجلها ألا وهي عباداته وهذه العبادة لا تتم إلا بالإسلام والإسلام لا يُقبل إلا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، هل يمكن لنا أن نترك الولاية ؟؟ ونعبد الله سبحانه وتعالى من دونها ونحصل على رضا الله سبحانه وتعالى ؟؟ آية إكمال الدين تجيب على ذلك وتظهر أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل إسلام بدون ولاية ولا يمكن أن نحصل على رضا الله بدون ولاية و يقول الله سبحانه وتعالى على لسان رسول الله (صلى الله عليه واله) ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) أي إتباع فعل وقول وتقرير الرسول (صلى الله عليه واله) يوصلنا الى رضا الله سبحانه وتعالى ومحبته وغفرانه وبدون هذا الإتباع لا يمكن لنا أن نحصل على رضا الله سبحانه وتعالى ، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه واله الى مصدرين مهمين يبعداننا عن الضلال والكفر ويبقياننا متمسكين برسالته وسنته الصحيحة إذ يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) ، فمن خلال هذا البحث نستنتج أن رضا الله سبحانه وتعالى لا يمكن الحصول عليه إلا بإتباع الرسول (صلى الله عليه واله) في كل كبيرة وصغيرة ومن بعد الرسول (صلى الله عليه واله) علينا التمسك بالقرآن وأهل البيت عليهم السلام فمن هذا الطريق وهو طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين يمكن لنا أن نحصل على رضا الله سبحانه وتعالى وأما الطرق الأخرى فجميعها قد ضلت الهدف والغاية وضاعت في طرق الشيطان وأتباعه .