تكاد تكون العملية التعليمية في العراق تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظل التدهور الحاصل في مفاصلها المتعددة يرافقه هذا التدني في المستوى التعليمي للطلاب في كافة مراحله الدراسية نتيجة الممارسات الخاطئة من قبل المؤسسات التربوية والتعليمية والتخبط في قراراتها ومناهجها والمتتبع لهذه المسيرة يكاد أن يجزم بأنها مقصودة التوجه والأغراض في سبيل إنهاء هذا الجيل من التعليم والتربية لإشاعة الجهل والأمية يقابلها عدم وجود الحلول الجذرية للارتقاء بهذا الصرح العظيم الذي ارتقى إلى أعلى السلالم العلمية والنجاح وتخرج من بين يديه الكثير من الفطاحل العلمية والأدبية الذين ما زالت بصمتهم الواضحة قائمة لحد الآن فقد خرجت الحلول من بين يدي الدولة والمؤسسات التربوية وأصبحت بيد من المحسوبين عليها وعلى مرافق وزارة التربية الغير كفؤت وفي كل سنة نرى التعليم ينهار وتسقط لبنه الأساسية من جداره الصلب الرصين بمعاول المتنفذين والفاشلين والنفعيين الذين يقودون مشروع الهدم والتدمير للعملية التربوية والتعليمية في العراق لكن لنا بصيصا من الأمل في الكوادر المتبقية من الجيل الوسطي من الرعيل الأول للأساتذة الذين نتوسم بهم الخير والمنعة والضمير والحرص على العملية التربوية والواجب الوطني وأن نضع أصبعنا على الجرح المتقرح والظواهر السلبية التي ساهمت في تردي واقع التعليم وبكل جرأة وثقة معولين على الخيرين من المتصدين للعملية التربوية وأن نشخص هذه الظواهر والسلبيات عسى أن نلمس آذان صاغية لتسمع وترى وتعمل على تصحيح مسيرة التعليم التي تسير إلى الوراء والابتعاد عن التطور والتقدم والنهضة الحاصلة في البلدان المجاورة في أقل تقدير بعد ما وصل بنا الحال أن نرى مدى تنازل المستوى التعليمي لأبنائنا التلاميذ وانهيار قدراتهم العلمية والمعانات الكبيرة للأسرة والمجتمع وفقدان الجيل القادم من أيدينا والكثير منا يقف وقفة المتفرج الحائر بسبب تهميش العقول المفكرة ذات المعرفة والخبرة التعليمية .
وإذا أردنا أن نطرح بعض المعوقات والسلبيات التي أدت إلى تهاوي مستوى التعليم في العراق فأنها كالآتي :-
أولا : عدم وجود التنسيق بين إدارات المدارس ووزارة التربية وهذا التباين بين أعداد المعلمين في كل مدرسة يسبب أرباك في العمل التدريسي وضعف الأداء لديهم قد يوجد الضغط على بعض المعلمين في أداء مهامهم .
ثانيا : زيادة وتضخم في أعداد الطلبة في الصف الواحد يسبب في عرقلة إيصال المعلومة لدى الطالب من قبل المدرس أو المعلم لقلة المدارس الحكومية ضمن الرقعة الجغرافية الواحدة .
ثالثا: وجود طبقة من المعلمين والمدرسين الغير مؤهلين في العمل التدريسي لعدم وجود الكفاءة والحرص في العمل وهذه الشريحة تزداد في كل موسم دراسي لعدم وجود الرقابة عليها والمسائلة القانونية من قبل الوزارة وإدارة المدارس .
رابعا: الزيادة المهولة والملفتة للنظر لأعداد المدارس الأهلية والمعاهد التدريسية خارج نطاق التربية ساهم في الهجرة للمعلمين وقلة الرغبة في المدارس الحكومية للتدريس للمغريات المادية والمعنوية للمعاهد حيث سبب قلة في العطاء العملي والعلمي للمعلم في نطاق المدارس الحكومية .
خامسا: اعتماد المناهج الدراسية المكثفة والغير مقنعة وغير ملائمة لعقلية الطالب وخصوصا في المراحل الدراسية الأولية من عمر الطالب وإرهاقه بالمعلومات العلمية البعيدة عن المنطق وموضوعات التربية .
سادسا: الغياب الكامل لصفوف ومناهج التربية الرياضية والترفيهية والتربية الأسرية والوطنية والأخلاقية في المراحل الدراسية يسبب ضغطا شديدا على عقل وفكر الطلبة يجعل من الطالب أن يكون خاملا عقليا وبدنيا وذهنيا.
سابعا: ظهور ظاهرة جديدة من قبل المعلمين بعلم وأمام نظر إدارة المدارس بالاعتماد على الأسرة بدلا من المدرسة والصف لإيصال المعلومة للطالب .
ثامنا: عدم وجود تقارب نفسي بين الطالب والمعلم بل أصبح المعلم بدون شخصية مؤثرة في حياة الطالب ونفسيته وعقله وتصرفاته.
تاسعا: اعتماد أكثر الكوادر التدريسية على مواقع التواصل الاجتماعي ( الوات ساب والتليكرام ) للتواصل مع الطالب وأولياء الأمور لإيصال الواجبات المدرسية اليومية وأكثرها في أوقات متأخرة من اليوم وخصوصا في المراحل الأولية للطالب ) .
وكثيرا من السلبيات التي لم نستطيع أن نذكرها لكثرتها فعليه يجب على وزارة التربية وإدارة المدارس الالتفات إليها حرصا منا ومنهم على الطالب والجيل قبل فوات الأوان ونخسر شريحة مهمة وفي غاية الأهمية من شرائح المجتمع التي تعد الركيزة المهمة في بناء المجتمع والأسرة