كتاب ((لاهوت السياسة)) من الكتب التي ملأت المكتبات للكاتب المعروف رشيد الخيون ، وهو كغيره من الكتب يحاول التبحر في جانب معين ويسبر اغواره ليخرج لنا بنتائج مهمة من خلال جمع الاراء والتحليلات والتدقيقات، ثم يأتي هو ليرجح هذا على هذا او هذا على هذا وهذا، هو مزاج الكاتب العلمي لا مناقشة لنا فيه، لأنه حر في رأيه وفي تفكيره، لكن الكاتب يتحمل مسؤولية التوجيه الفكري لقراءه ولغيرهم من حيث طرح المعلومة الواضحة المنصفة، وهنا اخترت هذا الكتاب لأكتب بعض الملاحظات المهمة كمثال ونموذج عن المنهج الذي يسير عليه الكاتب المعروف فهو في كل كتاب يكتبه انما يخاطب فيه جمهورا معيناً يقف فيه مع جهة ما، تكون غالباً هلي الالهة الاكبر ذات النفوذ العالي، فتكون هي الاعلى والارقى والالهة وماعداها تجري فيه النقاشات والحوارات، وهذا ما رأيناه في اغلب الكتب خاصة الكتب التي بحث في شؤون عقائدية او فكرية مهمة كالضجة التي احدثها كتابه (الاديان والمذاهب في العراق ) او كتاب (الاسلام السياسي).اما المؤاخذات التي سجلتها فهي مؤاخذات علمية وفنية ولا يعذر في اغلب الموارد التي سجلتها على هذا الكتاب او على غيره مما اطلعت عليه على الرغم من مزيد احترامي لثقافته ولقلمه ولجرأته وسأنشر في هذا المقال ملخصاً مقتضباً اراعي فيه ضيق الوقت واترك الباقي لفرصة اخرى قد يسعفنا بها التوفيق، لانه في الحقيقة ما جمعته من مناقشات مع الاستاذ الخيون تحتاج الى كتاب لا الى مجرد مقالات، اهم ما اريد ان اطرحه في هذه العجالة هو عدة نقاط مهمة اولا: اعتد الكاتب الخيون على مصادر احادية الجانب في تقييمه لبعض الشخصيات او المواقف بل ان بعضها كان مختلفا مع الشخص او الجهة المقصودة فهو قرأ عدة شخصيات واحزاب اسلامية بلسان صحف وكتاب شيوعيين وهذه مفارقة غريبة ..!!
ثانياً: كذلك غالباً ما كان ينقل عن طرف واحد فهو لا يعطي الفرصة للطرف الاخر في بيان رايه علما ان كل طرف اليوم يمتلك لكل سؤوال جواباً فكان المفروض ان يكون منصفاً ولا يخرج عن الحيادية فهو قد ملأ الكتاب بوجهات نظر من جهة واحدة وتجاهل دفاع الاطراف عن نفسها
ثالثاً غالبا ما كانت تلك الانتقادات اللاذعة هي من اشخاص ليس لهم خبرة في التقييم ولا معايشة مع م اراد تقييمهم في الواقع فكان الظلم والحيف الكبير قد وقع عليهم بسبب تلك التشخيصات
رابعا: اعتمد الوسائل النقل المجهولة في شواهد كثيرة حيث يقول نقل لي او حدثني او سمعت والراوي مجهول واحيانا يبني نظريته على ما يقول ذلك الشخص المجهول
خامساً: لديه تحامل كبير على شخوص المرجعية المعظمة منذ اول شخصية دينية طرحها والى اخر شخصية بالنسق التاريخي وهذا اتركه لمقال منفصل
سادساً: كان الكاتب موفقا في تحليل وتدقيق الكثير من المواقف والاراء لكن ليس كل ماطرح في الكتاب كان صحيحا ولا دقيقا بل كان بعضه مكتوب بلغة تعصبية او كان منطلقا من زاوية واحدة انا ادعوا لقراءة الكتاب وملاحظة هذه المقاط وغيرها مما سجلته وان نتعلم جميعا انه لا يوجد فكر مقدس او كاتب منصف في كل كتاباته، وخاصة من يمتلك ثقافة وتاريخ تختلف مع ما يكتب عنه وقد قرانا في الماضي والحاضر كيف ان المستشرقين يكتبون عن الاسلام لكنهم في الحقيقة يضعون ما يناسب افكارهم ومعتقداتهم المخالفة للاسلام او يدسون فيه ما يشوش الاذهان عن العقائد الاسلامي والتاريخية، واتمنى على الكاتب رشيد الخيون ان يراجع مصادر معلوماته فيما كتبه وان يتوخى الدقة والموضوعية والانصاف وخاصة حين يلج مجالات معاصرة هو بعيد عنها ولا يستطيع ان يكتب عنها بدقة مالم يتعايش معها ويأخذ منها ومن مخالفيها زبدة المخض في التقييم ..